CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

السبت، 28 يونيو 2008

تعالى للتقىء معى - فلا نملك سوى هذا - فهمى نديم

ادعوك لكى تتقىء معى ... من أفعال هؤلاء ... والآخرين الذين على شاكلتهم ولم تطلهم بعد يد العداله
ولكنها مسألة وقت فما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع
إنها أحداث تم إدانة أصحابها بالفعل ومن واقع أحكام قانونية ثابته وبعضهم مازال يقضى عقوبات جرائمه وبعضهم قضاها بالفعل
وفى النهاية ليس هناك تجنى على احد
هى مجرد تذكرة لمن له ذاكرة ضعيفة .... فقط
بالمستندات مصر أغنى دولة فى العالم
هؤلاء سرقوا 36مليار دولار فى سنة واحده
فى مدة قصيرة يسرقون بليون جنيه و ما زلنا نجد ما نأكله
البعض ممن ماتت ضمائرهم ارتكبوا كل المخالفات المنصوص عليها فى قانون العقوبات ولم يتركوا مادة تعاقب المفسدين فى الأرض إلا وخالفوها بداية من الحصول على الرشاوى ومرورا بالتزوير والاختلاس فالتربح من الوظيفة والإضرار العمدى بالمال العام وإهداره أو التسهيل والاستيلاء عليه.. ولم يكتفوا بهذا بل راحوا يعقدون الصفقات المشبوهة ويتقاضون العمولات ودخلوا فى عالم السمسرة والبيزنس وأعمال المقاولات، وجنوا من خلالها أرباحا خيالية لدرجة أن البعض منهم فى سبيل حصوله على المال تلاعب بصحة المصريين عن طريق استيراد أدوية منتهية الصلاحية أو ألبان الأطفال الفاسدة أو المبيدات المسرطنة دون أن يردعهم رادع أو أن يستجيبوا لنداء العقل ويتعظوا ويأخذوا العبرة من أقرانهم الذين سقطوا فى أيدى العدالة ودخلوا السجن من قبلهم..
لا احد يستطيع ان ينكر الحهود المضنية للرجال الشرفاء فى هذا البلد للحد من عبث اللصوص و المحتالين و الناهبين لثروات هذا البلد المكلوم , ولكن كيف يستطيع هؤلاء التصدى لهذه الفرق التى اصبحت تنهش فى بدن الامة و تستبيح دمائها فى خطط منظمة و كأن قد وكل اليها خرابها فى اسرع وقت , وبالرغم اننا قد ذكرنا جزء يسير للغاية الا اننا نضع ملايين علامات التعجب حول صمود هذا البلد وجلده امام السرقات التى يتعرض لها كل يوم بل كل ساعة و نعجب كذلك فكيف يجد شعبا كهذا قوت يومه رغم كل تلك الثروات المنهوبة .
-----------------------------------------------------------------------------------
كشفت الإحصائيات الصادرة عن هيئة النيابة الإدارية أن إجمالي عدد القضايا التي وردت إليها العام الماضي فقط قد بلغت حوالي72 ألفاً و593 قضية فساد داخل أجهزة الحكومة منهم 10 آلاف و853 قضية تشكل جرائم جنائية والتي أبرزها اختلاس المال العام أو الاستيلاء عليه والرشوة والتزوير . أما تقارير منظمة الشفافية الدولية فتؤكد زيادة حالات إهدار المال العام وتراجع دور الحكومة في مكافحة الفساد ، محذرة من ارتفاع معدلات الفساد في مصر للعام الرابع على التوالي ، فقد احتلت مصر الترتيب رقم 73 من 133 دولة أجريت على مؤسساتها المالية والسياسية 16 مسحاً عن معدلات الفساد .
*وفي دراسة للدكتورة سلوى العنتري ، مدير البحوث بالبنك الأهلي المصري تكشف أن القطاع الخاص يحصل علي 52% من القروض بلا ضمانات من الجهاز المصرفي ، استنادا علي سلامة المركز المالي ، وتشير الدراسة إلي أكبر 20 عميلا يحصلون علي 10% من جملة التسهيلات والقروض الممنوحة من البنوك وان 250 رجل أعمال حصلوا علي 36% من جملة التسهيلات والقروض للقطاع الخاص ، وان نسبة القروض المتعثرة تعدت نسبة 20% من إجمالي القروض .
36 مليار دولار خرجت من مصرفى عام 98 فقط
*كما كشفت دراسة حديثة أن حجم الديون المعدومة في الجهاز المصرفي بلغت 5 مليارات جنيه، ومع تعثر مشروعات رجال الأعمال نتيجة أزمة الركود التي كانت متوقعة وتوسع البعض الآخر في مشروعات دون وجود الخبرات الكافية بدأ العديد من رجال الأعمال يعاني من الإفلاس وعدم القدرة علي سداد قروض البنوك فاختفي البعض وهرب البعض الآخر إلي الخارج وقد رصد د. حمدي عبد العظيم الخبير الاقتصادي بأكاديمية السادات أن 36 مليار دولار خرجت من مصر أو هربت منها خلال عام 1998 فقط منها تحويلات بنكية وشهادات إيداع دولية وتحويل عمليات استيراد منها 25 مليار دولار في صورة خفية .
بداية هروب رجال الاعمال
لو تتبعنا بدايات هروب رجال الأعمال من مصر خلال الربع قرن الفائت وهى تقريبا الفترة التي ظهرت فيها ظاهرة هروب رجال الأعمال إلى الخارج وشكلت ظاهرة تستحق الدراسة ، سواء كان ذلك بعد تعثرهم في سداد الديون أو أخذهم لقروض بدون ضمانات حقيقية والهروب بها إلى الخارج. وهذه بعض الأسماء فقط وليس كلها، وهى الأسماء التي تداولتها الصحافة وأصبحت قضايا رأى عام .
توفيق عبد الحي
يعتبر رجل الأعمال توفيق عبد الحي من أشهر وأوائل من طرقوا باب الهروب إلى الخارج عام 1982 اثر فضيحة استيراد 1426 طنا من الفراخ الفاسدة وبيعها للمصريين بجانب 25 قضية نصب واحتيال وإصدار شيكات بدون رصيد وذلك بعد أن حصل علي 45 مليون دولار من ثلاثة بنوك كبري بلا أي ضمانات أو مستندات وعندما استدعته النيابة اكتشفت هروبه إلي سويسرا وبعد ذلك كشفت التحقيقات انه كان له صلات ببعض الكبار وهذا يفسر حصوله علي 11 مليون جنيه من بنك قناة السويس الذي كان يدخل ضمن نفوذ عثمان أحمدعثمان.
هدى عبد المنعم
في عام 1987م هربت السيدة هدي عبد المنعم والتي لقبتها الصحافة بالمرأة الحديدية وكانت قد أسست شركة هيديكو مصر للإنشاءات والمقاولات عام 1986 ومن خلال حملة إعلانية ضخمة قامت بها في الصحف والتليفزيون تسابق المصريون في حجز دورهم في مشروعات المرأة الحديدية والتي تمكنت بالفعل من جمع 45 مليون جنيه وطلبت من المسئولين وقتها شراء مساحات كبيرة من الأرض قرب المطار ووافق المسئولون علي الرغم من حظر البناء في تلك المنطقة ودفعت 30% من قيمة الأرض وأنشأت عددا محدودا من المباني وبعد حملة صحفية لكشف قضية البناء في مناطق محظورة وطالبت بإزالة المباني بدأ الحاجزون في تقديم بلاغات للسلطات ولتهدئة الموقف وقعت هدي عبد المنعم العديد من الشيكات بدون رصيد وعندما اصدر المدعي العام قرار بمنعها عن السفر بعد أن وصلت مديونيتها إلي 30 مليون جنيه وفرض الحراسة علي أموالها ومحاكمتها فوجئ الجميع بهروبها إلي الخارج في ظروف غامضة . واستمرت التحقيقات في قضية المرأة الحديدية لمدة 17 سنة . وقد عاقبت محكمة امن الدولة العليا هدى عبد المنعم بالأشغال الشاقة
اشرف السعد
رئيس مجموعة السعد للاستثمار وصاحب احدي اكبر شركات توظيف الأموال حيث وصلت قيمة الأموال التي يديرها إلي حوالي مليار جنيه . وفي فبراير عام 1991 بدأت رحلته الأولي مع الهرب حيث سافر إلي باريس عام 1991 بحجة العلاج وبعد هروبه بثلاثة أشهر . صدر قرار بوضع اسمه علي قوائم الممنوعين من السفر. وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين بتهمة إصدار شيك بدون رصيد . وفي يناير عام 1993 عاد اشرف السعد فجأة حيث تمت إحالته إلي محكمة الجنايات لعدم إعادته 188 مليون جنيه للمودعين بالإضافة إلي 8 اتهامات أخري وفي نهاية ديسمبر عام 1993 أخلي سبيله بكفالة 50 ألف جنيه وتشكيل لجنة لفحص أعماله المالية إلا انه سافر مرة أخري للعلاج في باريس في 4 يونيو عام 1995 ولم يعد حتى الآن ومن الغريب أن مسئولين كباراً كانوا من بين المودعين في شركات السعد لتوظيف الأموال إلا أنهم حصلوا علي أموالهم قبل إحالته إلي المحاكمة وقد أطلقت الصحافة على أسماء كبار المودعين اسم كشوف البركة
جورج حكيم
هرب جورج اسحق حكيم صاحب أشهر محلات إطارات وبطاريات للسيارات في يونيو عام1994 بعد أن استولي علي 60 مليون جنيه من بنوك الدقهلية والخليج ومصر .
عبد الغنى عطا
هرب عبد الغني عطا رئيس الشركة القومية للاسمنت بعد أن استولي علي 70 مليون دولار إثناء عمله بالشركة .
محمد الجارحى
هرب رجل الأعمال محمد أنور الجارحي صاحب شركة ميجا للاستثمارات بـ 456 مليون جنيه من أموال البنوك إلا انه اتفق مع البنوك المصرية علي تنازلها عن مبلغ 200 مليون جنيه من فوائد الديون حتى يتمكن من السداد .
عادل دوارف
رجل الأعمال المصري اليوناني ، مارك عادل فهمي دوارف ، والملقب بملك التونة حيث سافر إليه ممثلو البنوك في فبراير عام1999 والتقوا به في لندن للوصول إلي تسوية ديونه وفي ما بعد أعلن وزير الاقتصاد يوسف بطرس غالي أن محفظة القروض تبلغ 200 مليار جنيه والديون التي علي مارك دوارف لا تؤثر فيها . وقد وصلت مديونية عادل فهمي للبنوك400 مليون جنيه والذي أجرت معه البنوك الدائنة مباحثات للدخول كمساهمين معه بحصص أموالهم في شركاته لتصنيع وتعبئه اللحوم والأسماك بمدينه برج العرب إلا انه يشترط عليهم وهو في لندن أن تتنازل البنوك له عن نصف مديونياته وتساهم بالنصف الآخر في شركاته.
محمود وهبة
ملك القطن الدكتور محمود وهبه الذي هرب بعد أن وصلت مديونيته إلى أكثر من 380 مليون جنيه . حيث صدر قرار من المدعي العام الاشتراكي : بالتحفظ علي أموال رجل الأعمال محمود وهبه, والذي يحمل الجنسية الأمريكية ويقيم بأمريكا حاليا , وذلك بعد أن تبين عدم التزامه بتنفيذ التسوية التي كان قد أجراها البنك الأهلي ( .. ) حول مديونية قدرها 380 مليون جنيه حصل عليها في صوره تسهيلات ائتمانية وقروض من البنك , في الوقت الذي أضافت فيه التحقيقات أن( وهبه) قد امتنع أيضا عن سداد مبلغ 7 ملايين جنيه إلي بنك القاهرة ليصل إجمالي مديونياته 387 مليون جنيه .
رامي لكح
رجل الأعمال الشهير رامي لكح والذي يحمل الجنسية الفرنسية وشغلت قضيته الرأي العام في الفترة الأخيرة حيث سافر إلي لندن بعد تعثر أعمال شركاته وعدم قدرته علي السداد الذي دخلت عشره بنوك في شراكة لحل مشاكلها معه واستعادة ملياري جنيه نصيب بنك القاهرة منها1.1 مليار جنيه والباقي لـ 16 بنكا تعاملت معها شركات لكح . ولكنه عاد بعد الاتفاق علي تسوية ديونه مع البنوك ورشح نفسه لعضوية مجلس الشعب عن دائرة الظاهر واستطاع الحصول علي العضوية . وقد قيل وقتها إن جملة ما صرفه رامي لكح على تلميع نفسه وصل إلى أكثر من 10 ملايين جنيه إلا أن المحكمة قضت ببطلان عضويته لحمله جنسية أخرى . والمليار التي هرب بها جعلته أكثر قوة ولهذا لم يتورع أن يشترى مقاهي في أحد شوارع باريس لمجرد أنها تذكره بمقاهي مصر المحروسة التي نهب لكح أموال الغلابة وهرب للخارج متحصنا بالجنسية الفرنسية
مصطفى البليدى
في عام2000 م صدر قرار من المدعى الاشتراكي بمنع رجل الأعمال مصطفى محمد البليدى وزوجته وأولاده من التصرف في أموالهم . والبليدي ليس رجل أعمال عاديا فوالده محمد مصطفي البليدي من كبار رجال الأعمال في الستينيات وحتى وفاته عام1983 وأسس شركات عديدة وفي مجالات مختلفة وكان رئيسا سابقا لغرفه التجارة في القاهرة. مصطفي البليدي هرب من مصر في منتصف يوليو 2000فبعد أن باع معظم أملاكه في الشرقية والقاهرة والإسكندرية وقد تأخر قرار المنع الذي أصدره المدعي الاشتراكي لمده أسبوعين وكان بنك القاهرة وهو صاحب الشكوى ضد البليدى قد أوضح انه مدين له بمستحقات قيمتها 555,148 مليون جنيه فيما ان الذي سيفرض عليه الحراسة من قبل الخبراء المختصين من أملاك البليدي الباقية لن تصل قيمته بأي حال إلي 20 مليون جنيه فمن الذي سيسدد الـ 128 مليون جنيه الباقية لبنك القاهرة مع العلم بان البليدي مدين لأحد البنوك الكبرى في مصر بمبلغ 8,3 مليون جنيه . وقد عاد البليدى بعد هروبه بسنوات بحجة تسوية ديونه وقد تم تحويله إلى المحاكمة بعد مماطلته في تسوية الديون ثم هرب البليدى خارج مصر مرة اخرى. (آخرون) وتضم قائمه رجال الأعمال الهاربين الكثير ، منهم امثال : احمد خفاجة 350 مليون جنيه . ومحمود هيمن ملك الأخشاب بالإسكندرية 40 مليون جنيه . ويازرجي وزوجته 58 مليون جنيه . وماهر قيصر 25 مليونا من بنك فيصل . وعمرو النشرتي 600 مليون جنيه . عائله الهواري كان نصيبها حوالي 2 مليار جنيه منها 1500 مليون لحاتم الهواري فقط .
نواب القروض
في أواخر التسعينات تفجرت قضية نواب القروض الذين استولوا علي مليار 650 مليون جنيه . بداية القضية كانت بلاغا قدمته الرقابة الإدارية عام 95 عن حصول عدد من رجال الأعمال بينهم أعضاء في مجلس الشعب علي قروض وتسهيلات بالملايين من 5 بنوك وطنيه هي: الدقهلية , والنيل, وفيصل , والمهندس, وقناة السويس ,
فساد البنوك
أكثر من200 مليون دولار نهبت من البنوك المصرية تحت ستار ما يعرف بالقروض. حصل عليها قلة ممن يطلق عليهم رجال أعمال هذا الرقم ليس من وحى الخيال ولكنه من أوراق كل الجهات الرسمية المصرية وأن حوالي 20 مليارا تعثر أصحابها في سداد هذه القروض، أي بنسبة 6% تقريبا وتكشف التقارير أيضا أن هناك 52% من القروض قدمت بلا ضمانات من الجهاز المصرفي وأن 20 عميلا يحصلون على 10% من جملة التسهيلات والقروض الممنوحة من البنوك وأن 250 رجل أعمال حصلوا على 36% من جملة التسهيلات والقروض للقطاع الخاص وأن نسبة القروض المتعثرة تعدت نسبة 20% من إجمالي القروض .
ومن أشهر القضايا التي أثيرت في الفترة الأخيرة والخاصة بالفساد في الجهاز المصرفي قضية محمد ابو الفتوح والذي منح من خلال منصبه قروضا وتسهيلات لبعض العملاء بلغت12 مليار جنيه وهو رقم ليس بسيط فقد: ألقت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة القبض علي محمد أبو الفتوح رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة السابق ومحمود بدير نائب رئيس مجلس إدارة بنك مصر اكستريور ومحمد أنور مدير عام بنك مصر اكستريور السابق بناء علي أمر النيابة العامة بضبطهم والتحقيق معهم حول اتهامهم بمنح قروض بدون ضمانات للعديد من العملاء و منح تسهيلات ائتمانية وقروض لعدد من العملاء بالمخالفة للقواعد المصرفية وأكدت تورط محمد أبو الفتوح رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة السابق في منح عدد من العملاء تسهيلات ائتمانية وقروضا بلغت نحو 12 مليار جنيه .
قضية الآثار الكبرى
أصدرت محكمة جنايات القاهرة (29-04-2004) حكمها في "قضيّة الآثار الكبرى" المتّهم فيها 31 شخصاً بتهريب الآثار. وقضى الحكم بسجن المتّهم الرئيسيّ في القضيّة أمين الحزب الوطني الحاكم في محافظة الجيزة طارق السويسي مدّة 35 عاماً، وتغريمه مبلغ 30 مليون جنيه مصري و47 مليون دولار أمريكي و330 ألف يورو، وسجن كبير مفتّشي الآثار في منطقة القرنة غربي الأقصر مدّة 20 عاماً، وسجن رئيس الإدارة المركزيّة في هيئة الاستثمار مدّة 7 أعوام. كما قضى الحكم بالسجن 3 سنوات بحقّ ضابطين برتبة عقيد، وبالسجن 18 متّهماً لمدّة 15 عاماً. أما المتّهمون الأجانب - جميعهم فارّون - وهم ثلاثة سويسريين، وثلاثة ألمان، ولبنانيّ، وكنديّ، وكيني فقد صدرت أحكام غيابيّة تقضي بالسجن 15 عاماً وغرامة بمبلغ 50 ألف جنيه بحقّ كلّ منهم. وفي هذا السّياق نفسه قام فريق من نيابة الأموال العامّة بمداهمة قصور في منطقة الهرم في محافظة الجيزة وضبط آلاف القطع الأثريّة تعود إلى العصر الفرعونيّ والبطلميّ والبيزنطيّ والعثمانيّ معظمها مصنوع من الذهب الخالص مخبّأة في أماكن سرّية في تلك القصور العائدة إلى ثلاثة أشقّاء هم: محمود ومحمد وفاروق الشاعر الذين تربطهم علاقة مصاهرة مع المتّهم الأوّل في "قضية الآثار الكبرى".
الفساد فى ( صحة ) جيده

سطوع نجم العبادىصاحب العزبة العزبه
البعض منهم ظل فى منصبه أكثر من خمس عشرة سنة وكأنه خبرة نادرة والبعض الآخر لم يتجاوز عمره الوظيفى فى منصبه بضع سنوات.. لكنهم أبوا أن يتركوها دون أن يخربوها حتى لا يتركوا شيئا لمن سيأتى بعدهم وكأنها «عزبة» أو «وسية» بلا صاحب. مسلسل قائمة الفاسدين ملىء بأصحاب المناصب والقيادات وخاصة قيادات الصف الثانى الذين يعتبرونهم العقل المدبر والمخطط لحركة الدولة فلم يكن الدكتور «محمد على سالم العبادى» خريج كلية العلوم ورئيس الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاح هو الأخير فى قائمة الفاسدين، «محمد العبادى» الذى أثبتت التحقيقات التى أجرتها معه نيابة الأموال العامة العليا تورطه وإدانته فى أكثر من عشرين تهمة ومخالفة مالية تزيد قيمتها على 300 مليون جنيه، منها تهم التربح وإهدار المال العام واستيراد أمصال وألبان فاسدة،
ناس ما عندهاش دم
كما كشفت التحقيقات فى البلاغ الذى تقدم به الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة ضد «محمد العبادى» عن قيام العبادى بإدخال صفقة إلى البلاد من مشتقات دم دون موافقة وزارة الصحة ورغم اكتشاف الصفقة والتحفظ عليها، إلا أنه قام بإعادة تصديرها مرة أخرى خارج البلاد سرا! وجاء من بين الاتهامات الموجهة إليه تواطؤه مع «حمدى عبداللطيف» المتهم الثانى فى القضية على إبرام تعاقد بين الشركة القابضة للمصل واللقاح وشركة خاصة تساهم فيها زوجة «حمدى عبداللطيف» بالمخالفة وإسناد أوامر التوريد إليها بالأمر المباشر بمبالغ قدرت بنحو سبعة ملايين جنيه.. إضافة إلى قيامه بصرف حوافز وبدلات مقابل خدمات وعلاقات عامة وإعلانات بلغت قيمتها مليونين و619 ألف جنيه، بالإضافة إلى تذاكر طيران بمبلغ 253 ألف جنيه ومصروفات ضيافة واستقبال شاملة وجبات الغداء والعشاء بلغت نحو مليون جنيه خلال الفترة من أول يوليو وحتى ديسمبر بالإضافة إلى مصروفات توريد وجبات خاصة بالضيافة الخارجية بلغت أكثر من 450 ألف جنيه ومصروفات مؤتمرات بلغت 150 ألف جنيه! المثير للدهشة أن «العبادى» الذى كان دخله الطبيعى والشرعى من خلال منصبه يزيد على «25» ألف جنيه شهريا إلا أن نفسه الأمارة بالسوء زينت له الحرام ونهب أموال الشعب فراح يصرف لنفسه مكافآت وحوافز بلغت خلال عام واحد فقط نحو «17» مليون جنيه بالإضافة إلى مصاريف ضيافة بلغت 2,4 مليون جنيه مخالفا بذلك اللوائح والقوانين التى تنظم هذا الشأن! كما كشفت التحقيقات أيضا قيام «العبادى» بإهدار أموال الشركة فى إقامة العديد من المشروعات التى لم يتم استكمالها وذلك دون دراسة أو تخطيط وأهمها مشروع تطوير تركيز الأمصال ومشروع السرنجات الآمنة اللذان تم طرح مناقصة بشأنهما فى الفترة من عام 2001 إلى عام 2003 واشترى المعدات بمبلغ 7,2 مليون يورو، فى عام 2004 تم طرح مناقصة لإنشاء المبنى بمبلغ 12 مليون جنيه وتبين أن جميع هذه الأعمال لم تتم حتى الآن.
من مصل و لقاح لمياه معدنيه
وبرغم وجود العديد من الاتهامات التى تضمنتها تحقيقات النيابة إلا أن الدكتور «حاتم الجبلى» أكد أن القائمة تضم اتهامات أخرى منها قيام «العبادى» بتحويل الشركة القابضة للمصل واللقاح إلى شركة لإنتاج المياه المعدنية، كما كشف «الجبلى» أن «العبادى» شريك فى مطعم بالمنيل كما أنه أنشأ ناديا اجتماعيا وله مقر دائم فى اثنين من أكبر فنادق القاهرة ولاتزال التحقيقات مع «العبادى» قائمة ومن المنتظر أن تكشف الأيام القادمة عن مفاجآت أخرى فى قضية المصل واللقاح وبطلها «العبادى
هيئة النقل اللى عام

قبل أيام قليلة من سقوط «العبادى» كان هناك سقوط آخر لإمبراطور النقل العام فى القاهرة الكبرى «نبيل المازنى» رئيس هيئة النقل العام بالقاهرة لمدة تتجاوز الثمانية عشر عاما سقط «المازنى» بعد أن اكتملت الحلقات ضده فى الصفقة المشبوهة لتوريد 500 أتوبيس نقل عام من شركة غبور بنسبة 100% من قيمة الصفقة.. وأصدر النائب العام قرارا بمنعه هو وزوجته وأولاده من التصرف فى أموالهم العقارية والمنقولة والسائلة ومعه كل من «كمال إبراهيم محمد إبراهيم» رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية «ونبيل محمد الفاتح الشيخ» رئيس الإدارة المركزية للعقود والمشتريات و«حلمى محمود عبدالعزيز زيان» رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والاقتصادية ورجل الأعمال «كريم غبور»،
ابو المعالى و امانى و منهبة اكتوبر
أما ملف فساد أخطبوط جهاز مدينة 6 أكتوبر «عصمت أبوالمعالى» فملىء بالمفاجآت التى يشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان من رشوة وتربح وإهدار مال عام وجنس وسمسرة ومقاولات ونهب وسرقة وسيارات وقطع أراض واستخدام سلطات وعمولات.. وإلخ.. فلم يكن يتوقع «عصمت أبوالمعالى» رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر أن يأتى عليه يوم ويقع فى قبضة العدالة لاعتقاده الكامل أنه محصن ومحمى من الوزير وأن صفقاته التى دأب على القيام بها للتربح تتم فى الخفاء وفى سرية تامة، ويبدو أنه كان يعلم أن عمره الوظيفى قصير وعليه أن يجمع من المال الحرام والحلال ما يستطيع فقد تولى منصبه فى أبريل من العام الماضى وبدأ شيطانه يداعبه فى يونيو حتى دخل اللعبة لكن لم تمر عليه ستة أشهر إلا وسقط ففى تمام الساعة التاسعة و10 دقائق مساء يوم السبت 17 ديسمبر من العام الماضى رصد ضباط الرقابة الإدارية تحركات «عصمت أبوالمعالى» أثناء زيارة خاصة كانت تتكرر للعقار رقم 33 شارع عبدالخالق ثروت بوسط المدينة وكان أغلبها يتم فى ساعات متأخرة من الليل، وبينما كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء بدأ الطرق على باب الشقة وما أن فتح الباب ودخل رجال الرقابة الإدارية حتى ألقوا القبض عليه واقتادوه إلى حجز الرقابة وهناك وجهوا له اتهامات بالتربح والاستيلاء على المال العام وواجهوه بالأدلة والمستندات والتسجيلات التى فجرت مفاجأة جديدة أثناء رصد تحركات أخطبوط 6 أكتوبر، حيث اكتشفت العلاقة الحميمة بينه وبين أمانى أبوخزيم كبيرة مذيعات القناة الأولى بالتليفزيون وضلوعها فى تهمة التربح والاستيلاء على المال العام وتقديم رشاوى.. حيث لم تكشف التحقيقات الأولية عن شخصيتها لكن بعد أن تأكدت المعلومات وثبتت الاتهامات تم إلقاء القبض عليها مساء يوم الثلاثاء 27 ديسمبر أى بعد إلقاء القبض على «أبوالمعالى» بعشرة أيام وفى نفس الشقة التى ألقى القبض فيها على أبوالمعالى لتكشف أبعاد القضية وحلقاتها المتصلة والمتشابكة بين «أمانى أبوخزيم» و«أبوالمعالى» حيث تشير الاتهامات إلى تورطها فى إقامة علاقات قوية مع رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر والحصول منه على موافقات لتخصيص قطع من الأراضى تتراوح مساحة القطعة منها بين 600 إلى 800 متر مربع فى أجود الأماكن بالمدينة، حيث تقوم بسداد مقدم الحجز الذى لا يتجاوز 50 ألف جنيه، وخلال أيام قليلة كانت تحصل على جميع الموافقات لإنهاء قطع الأراضى ومن خلال مقاولين وتجار أراضى تقوم ببيعها وتحصل على أضعاف أضعاف ما سددته حيث يصل ثمن قطعة الأرض الواحدة إلى أكثر من 800 ألف جنيه فى الوقت الذى لا يتعدى ثمنها الحقيقى 150 ألف جنيه،
انحرافات فى الاسكان و خراب الذمم
الملف ملىء بالمفاجآت الكثيرة التى يمكن أن تدرس كان «حلمى زين الدين» وكيل أول وزارة الإسكان ورئيس الاتحاد التعاونى الإسكانى والذى كان يشغل فى السابق منصب وكيل جهاز الرقابة الإدارية والمنوط به محاربة الفساد فالقضية التى تحمل رقم (50) لسنة 2006 بلاغات أموال عامة عليا أثبتت تحقيقاتها أن «حلمى زين الدين» قام بارتكاب العديد من المخالفات مستغلا موقعه الوظيفى كوكيل أول لوزارة الإسكان وعدد آخر من المناصب منها مصفى جمعية صقر قريش لبناء المساكن وهذا ما جعله يتصرف فى أملاك الدولة وكأنها عزبة خاصة ورثها.
يا يا تلفزيون يااااااااااااااااااااااااااااااا
برنامج جديد ماركة حافظ
أما ملف فساد «عبد الرحمن حافظ» الرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ومدينة الإنتاج الإعلامى أو الأسد العجوز كما يطلق عليه البعض فلم يختلف كثيرا عن ملفات سابقيه.. فعلى الرغم من أن الفساد قد أحاط بمدينة الإنتاج الإعلامى منذ تأسيسها وحامت الشبهات حولها إلا أن الوقوع والسقوط كان من نصيب الأسد العجوز الذى كان يحاول أن يقنع الجميع أن مستقبل مدينة الإنتاج الإعلامى سينهار إذا تركها غير أنه أقيل وأحيل للنائب العام ولم تنهار المدينة كما كان يدعى ! المثير للدهشة أن مكالمة تليفونية تم رصدها بين عبد الرحمن حافظ وثرى عربى قال فيها: «التفاحة نضجت وجاهزة على السقوط» عجلت بسرعة سقوطه.. هذه المكالمة أجراها حافظ فى حفل سحور أقامه إيهاب طلعت صاحب شركة الإعلانات الهارب حاليا خارج البلاد.. حيث اتضح فيما بعد أنه كان يقصد بالتفاحة مدينة الإنتاج الإعلامى لكى يأتى رجل الأعمال العربى صاحب إحدى القنوات لشراء المدينة !

حافظ .... حافظ
فضلا عن التواطؤ مع إمبراطور الإعلانات إيهاب طلعت عبر منحه حق شراكة وإنتاج بعض المسلسلات بأسلوب المنتج المنفذ بوسائل تفتقد الشفافية وتتعارض مع التقاليد المالية والفنية وبقيمة مبالغ فيها للتحايل على تخفيض المديونية المستحقة على الوكالة والتى وصلت إلى 48 مليون جنيه! كما رصدت الأجهزة الرقابية مخالفة إهدار المال العام عن طريق فك ودائع الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى لشراء أسهم فى بورصة الأوراق المالية المصرية بمبلغ يصل إلى 28 مليون جنيه تحت دعوى ضرورة الحصول على عائد مادى سريع وهو الأمر الذى أدى إلى وقوع خسائر فادحة ارتفعت على أثرها ديون شركة مدينة الإنتاج الإعلامى إلى ثلاثة مليارات جنيه! !
مدينة التهليب الاعلامى
وهناك أيضا «مها سليم» و«صلاح شلبى» اللذان ربطتهما علاقات مصالح مع «حافظ»، حيث كانت تعمل مها كسكرتيرة خاصة لرئيس المدنية بمرتب 3500 جنيها فى الشهر ثم ما لبث أن عينها مديرة لمكتبه ثم مديرة لإدارة الوسائل الإعلانية وهذه الموظفة أصبحت خلال فترة قصيرة من أصحاب الملايين من خلال أعمال السمسرة والدخول فى صفقات من الباطن مع المنتج المنفذ كما كانت همزة الوصل بين «حافظ» و«إيهاب طلعت» وظلت لفترة طويلة هى المسئولة عن ملف الشركة الإعلانية مع مدينة الإنتاج الإعلامى والذى امتلأ بالفساد. بينما كان «صلاح شلبى» رئيسا لقطاع الإنتاج والساعد الأيمن «لحافظ» ورغم ملاحظات الأجهزة الرقابية عليه إلا أن حافظ تحدى الجميع وعينه رئيسا لقطاع الشئون التجارية ليحصل على آلاف الجنيهات من المكافآت والبدلات ولا تزال التحقيقات مستمرة ! أما «برلنتى توفيق» و«إيزيس سيدهم» فقد وصلتا إلى مناصب قيادية فى وظائفهما إذ تولت «برلنتى» منصب رئيس فرع مصر الجديدة للبنك الأهلى و«إيزيس» وكيلة الفرع ومع هذا لم يقنعا بما وصلتا إليه.. الملف الخاص بهما يكشف عن قيامهما بالاشتراك مع آخرين بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على أموال البنك الأهلى عن طريق اصطناع عقود قروض وإيصالات صرف وعقود رهونات وهمية لعملاء بالبنك دون علمهم بذلك وصرف قيمة تلك القروض بموجب مستندات وإيصالات صرف مزورة دون علم العملاء بواقعة الصرف.. كما قاموا بإجراء تحويلات لمبالغ مالية أغلبها بالدولار للخارج عن طريق أوامر دفع خارجية دون إيداع قيمة تلك الأوامر بالبنك قبل تحويلها لصالح أحد المتهمين.. وبلغت جملة الأموال المستولى عليها والمهربة نحو 45 مليون جنيه فضلا عن مليون دولار، وبعرض أوراق القضية الخطيرة فى تلاعبها على محافظ البنك المركزى وافق على الفور على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والجنائية ضد جميع المتهمين الذين ثبت ضدهم أيضا قيامهم بالتزوير فى مستندات القروض الصادرة بضمان شهادات الاستثمار والودائع الادخارية المودعة بالبنك بعد تزوير توقيعات أصحابها والاستيلاء على قيمتها لحسابهم الخاص
من حافظ للوكيل يا قلبى لا تحزن

المتهمون الذين صدر قرار النائب العام بالتحفظ على أموالهم وممتلكاتهم تمت إحالتهم إلى محكمة الجنايات وينتظرون حاليا القصاص! أما ملف فساد «محمد الوكيل» رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون فيكشف عن قيام أجهزة الرقابة الإدارية بضبطه متلبسا بتقاضى رشوة مالية من أحد رجال الأعمال يظهر عبر شاشات التليفزيون فى برنامج صباح الخير يامصر ووفقا للأوراق الرسمية فإن «الوكيل» كان يتقاضى رسميا 16 ألف جنيه مكافأة شهرية بالإضافة إلى نحو 11 ألف جنيه بخلاف نسبة إشرافية عن كل برنامج إخبارى من إنتاج قطاع الأخبار لا تقل عن ألف جنيه للحلقة الواحدة ليصل مجموع ما كان يتقاضاه شهريا قرابة الستين ألف جنيه! وكانت معلومات قدر رصدتها أجهزة الرقابة الإدارية تفيد حدوث مخالفات مالية وتعاملات مادية غير مشروعه داخل قطاع الأخبار وأثبتت تورط الوكيل فيها واعتباره تلقى رشاوى من جهات ومؤسسات ورجال أعمال حيث صدر حكم بالحبس ضده وصل إلى 17 عاما بخلاف رد ملايين الجنيهات.. كان عايز إيه تانى ده.. الله أعلم! أما
احمد عبد الفتاح و زراعة الفساد فى وزارة الزراعة

ملف «أحمد عبد الفتاح» الملقب بعنكبوت الأراضى والمولود فى 8 مايو 1958 فهو نموذج ونوع من البشر يستحق أن تجرى عليه الدراسات وتدار عليه الحوارات للتعرف على طبيعته ونوعية ذلك الفصيل من البشر لإمكان تجنبه مستقبلا وحماية الناس من شروره وفرض المراقبة عليه.. إذ إنه على الرغم من دراسته للقانون إلا أنه لم يستنبط منه سوى ما يجافى العدالة ويلتف حول الحق عبر ثغرات يصنعها أمثاله.. فقد عينه «د. يوسف والى» وزير الزراعة الأسبق مستشارا قانونيا له. وكانت بدايته فى هيئة قضايا الدولة ثم تتوالى المناصب على «العنكبوت» حيث عمل كمستشار خاص ليوسف عبد الرحمن الطفل المدلل ليوسف والى ثم مشرفا على الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية وكان يتقاضى أكثر من 50 ألف جنيه شهريا.. لكنه لم يكتف بذلك وما وصل إليه من مناصب وما يتحصل عليه من مرتبات ومكافآت وإنما لجأ إلى التربح عبر استغلال نفوذه ومنصبه كمشرف على الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية فشرع فى طلب الرشاوى وهو رجل القانون مقابل تسهيل الاستيلاء على أراضى الدولة وكون شبكة أخطبوطية فى هذا الشأن حتى أطلق عليه البعض لقب «عنكبوت الأراضى».. غير أن الأحوال تبدلت واختلت خطة العنكبوت ففى إحدى حلقات مسلسل الرشاوى طلب من الدكتور عبد الله سعد صاحب «الريف الأوروبى» مبلغ مليونى جنيه رشوى لتخصيص الأراضى له إلا أن الأخير رفض المبدأ وأبلغ الجهات الرقابية التى طالبته باستدراج «العنكبوت» إلى المصيدة ليلقى مصيره المحتوم وهو مصير كل فاسد أراد شرا بهذا البلد، وكأن مصر تنفض عن نفسها الرزاز والغبار ليسقط كل الفئران ويلقى القبض على أحمد عبد الفتاح وبعد تحقيقات طويلة معه تمت إحالته إلى محكمة جنايات القاهرة حيث قضت بالسجن المشدد عليه لمدة 15 عاما وتغريمه 5 ملايين و771 ألف جنيه ورد 360 ألف جنيه بصفته وكيلا عن أبنائه القصر وإلزام زوجته الثانية برد مليون و644 ألف جنيه وشقيقة زوجته الأولى برد 822 ألف جنيه ليصل إجمالى المبالغ التى سيقوم بردها إلى أكثر من 10 ملايين جنيه!
جائزة رجل السرطان الاول ليوسف عبد الرحمن

أما ملف «الطفل المدلل» والفاسد الثانى فى قائمة وزارة الزراعة الدكتور يوسف عبد رحمن صاحب أكبر الصفقات المشبوهة التى أضرت بصحة المصريين والمعروفة باسم المبيدات المسرطنة[/والذى شغل العديد من المناصب القيادية بالوزارة من بينها مدير مكتب يوسف والى ورئيس بنك التنمية الزراعية ورئيس البورصة الزراعية... وقد أطلق عليه البعض لقب البرنس أو رجل السرطان كونه ساهم فى دخول المبيدات المسرطنة إلى مصر !
الرجل السرطانى
فهو من مواليد فبراير 1960 ودخل الوزارة عام 1982 فور تخرجه ليشغل بعدها 35 وظيفة عليا كان يتقاضى منها رواتب ومكافآت تصل إلى 400 ألف جنيه شهريا وقد قدرت ثروته بنحو 85 مليون جنيه رغم كونه موظفا حكوميا وما خفى كان أعظم حيث ضبطت بمنزله عند إلقاء القبض عليه مشغولات ذهبية وألماس بلغت قيمتها 10 ملايين جنيه فضلا عن 12 مليون جنيه أموالا سائلة وإخطارات من بنوك وطنية وأجنبية عديدة! استحق «يوسف عبد الرحمن» عقوبة السجن لإدانته بتقاضى رشاوى فى واحدة من قضايا الفساد التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة كما قضت المحكمة بسجن «راندا الشامى» مساعدته لمدة سبع سنوات وذلك لتورطهما فى استيراد مبيدات محرمة واتهامهما بتقاضى رشاوى نظير تسجيل مركبات شركة «كاليوب» لدى وزارة الزراعة وإفساح المجال أمام توريدها مبيدات آفات القطن بالأمر المباشر !
سيادة العميد مرتشى و تاجر مخدرات
اتهمت نيابة أمن الدول العليا تحقيقاتها مع العميد تيسير صدقي مدير مكتب مكافحة المخدرات بالقليوبية، والمقدم ناصر ابوزيد رئيس مباحث شبين القناطر المتهمين بتقاضي رشوة من تاجر المخدرات احمد سعيد الذي لقي مصرعه بطريق سنديون- طنان. وقالت جريدة الوفد ان القاضي المعارضات امر السبت بتجديد حبس الضابطين 15 يوما علي ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة بمعرفة طارق عبدالشكور ومحمد عادل رئيس النيابة تحت اشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الاول.كانت الادارة العامة لمكافحة المخدرات قد سجلت المحادثات الهاتفية لمتابعة نشاط تاجر المخدرات، وتبين ان مدير مكتب القليوبية ورئيس المباحث علي علاقة به ويرتبطان به كل علي حدة بعيدا عن الآخر لتسهيل نشاطه. وتوجهت قوة مدعومة بالامن المركزي وحاصرته في سيارة لكنه بادر باطلاق الرصاص من بندقية آلية وردت القوات فقتلته واصابت مرافقه الذي تبين انه العميد تيسير صدقي، وضبط في السيارة 50 طربة حشيش و300 طلقة للسلاح الآلي وطبنجة وذخيرة اخري. وتطابقت تحريات مباحث امن الدولة مع تحريات الادارة العامة للمكافحة بتورط الضابطين.
وكيل الاقتصاد خرب الاقتصاد
محكمة جنايات القاهرة اتهمت عبدالخالق المحجوب وكيل وزارة الاقتصاد الاسبق بتقاضي رشاوي مالية والتزوير في محررات رسمية في قضية الرشوة الكبري المنظورة أمام المحاكم منذ 21 عاماً. وكانت المحكمة قد استمعت في جلستها الي مرافعة محامى المتهم والذي دفع ببطلان اجراءات الحبس الاحتياطي وذلك لقيام المتهم بتسليم نفسه عقب صدور حكماً بالمؤبد ضده في المحاكمة الثانية له.. وكانت محكمة الجنايات القاهرة بدائرة أخري قد نتجت عن نظر القضية منذ شهرين لقيامها بسابقة الفصل فيها بالادانة علي المتهم بالاشغال الشاقة المؤبدة منذ 10 سنوات وقررت إحالتها الي دائرة أخري والتي قررت في جلستها برئاسة المستشار جميل ندا وعضوية المستشارين رشدي عمار ومحمد أبو الاسرار بإخلاء سبيل المتهم بكفالة 10 آلاف جنيه.
ابار البترول بتطلع فساد
أحال النائب العام 16 متهما من قيادات قطاع البترول، واصحاب بعض الشركات البترولية الخاصة، ومسؤولين من شركات البترول العامة، الى محكمة الجنايات، في مقدمتهم رئيسا شركتي بترول قطاع عام هما بتروجيت وكارون. و هذه القضية تعد واحدة من اكبر قضايا الفساد في البلاد لعام 2004 ، و المسؤولين الخمسة الاول في القضية تلقوا رشاوى للاخلال بواجبات وظائفهم من أصحاب شركات البترول الخاصة، واستثمروا مواقعهم القيادية لتحقيق مصالح خاصة بلغت قيمتها 2.5 مليون جنيه , و تم اخطار جهاز الكسب غير المشروع بشأنهم للتحقيق في مصادر ثرواتهم الطائلة، واستمرار فرض حالة التحفظ على أموالهم وأموال زوجاتهم وأولادهم القصر , والمتهم الاول في القضية المهندس حسني جاب الله ضبط متلبسا في 17 يونيو 2004 في طريق الاتوستراد، وهو يتقاضى رشوة طائلة من المتهم الرابع عشر حمد سعيد طه،وهو صاحب شركة بترول خاصة، وذلك بمعرفة هيئة الرقابة الادارية. وكشفت التحقيقات ان المتهمين الخمسة الاول كانوا يتقاضون مرتبات شهرية من المتهمين الراشين منذ عام 1995، مقابل الموافقة على صرف مستخلصات اصحاب الشركات،وترسية واسناد بعض الاعمال من دون اتباع الاجراءات المقررة في هذا الشأن، كما طلبوا من باقي المتهمين، باعتبارهم راشين ووسطاء، تجديد عقود، وعدم تعطيل صرف مستحقاتهم، وتسهيل اعمالهم، وإسناد عمليات توريد مواد لتلك الشركات، والتغاضي عن تأخر الشركات الخاصة في تنفيذ البنود المتفق عليها في العقود المبرمة بين تلك الشركات وشركات البترول التي يعمل بها المتهمون من الاول حتى الخامس
ماهر الجندى
في قضية الرشوي الكبري المتهم فيها المستشار ماهر الجندي واخرون. أيدت المحكمة الاحكام الصادرة من دائرتي أمن الدولة قبل الغائها والجنايات بالسجن 7 سنوات علي الجندي والسجن عامين علي موظف كبير باحدي ادارات جهاز الكسب الغير المشروع والسجن عاماً لمحمد فودة السكرتير الصحفي السابق لوزير الثقافة. صدر الحكم برئاسة المستشار صلاح البرجي نائب رئيس محكمة النقض وعضوية المستشارين نير عثمان ومحمود مسعودبأمانة سر طارق عبدالعزيز وعادل عبدالمقصود، كانت نيابة أمن الدولة العليا قد اتهمت »الجندي« بأنه خلال الفترة من أغسطس 1997 وحتي ابريل 1999 بصفته محافظاً للجيزة طلب وأخذ لنفسه رشوة قدرت بأكثر من مليون جنيه في صورة أموال نقدية وملابس وأطعمة وهدايا بواسطة محمد فودة مقابل تخصيص وانها اجراءات بيع 130 فداناً بطريق مصر ـ الاسكندرية الصحراوي لصالح رجال الاعمال الستة الذين برأتهم محكمة أمن الدولة العليا في أول حكم وأحالهم النائب العام في يوليو 2001 الي محكمة أمن الدولة العليا قبل الغائها.
-----------------------------------------------------------------------------------
و اخيرا كان هذا جزء يسير من مسلسل طويل لا يكاد ينتهى و لو حاولنا جمع قيمة ما تمت سرقته فى هذا التقرير فقط سوف يعد بمليار مليار جنيه الامر الذى يعنى فىالنهاية ان لدينا موارد و بلادنا ليست فقيرة بل على العكس تماما , فبلد يتم سرقة مليار مليار جنيه فى عدة سنوات قليلة و لا تفلس او يجوع اهلها هى بحق بلاد غنية , و لينعم اهلها بالامان طالما لديها ما يسرقه الاخرين .. و لكن ترى الى متى سوف تحتمل هذه البلاد كل ذلك النهب دون ان تضيع او تجوع ؟؟؟؟ بل ترى الى متى سوف تظل بلادنا تنهب ؟؟؟؟؟ و متى سوف يستيقظ الضمير النائم ؟؟؟؟

بحث فى البرنامج النووى المصرى - كتبه / فهمى نديم

المقدمة

من المعروف أن الطاقة النووية سلاح ذو حدين ذلك أنها يمكن أن تسخدم لأغراض الحرب والتدمير كما يمكن أن تستخدم للأغراض السلمية وما أكثر استخداماتها السلمية المفيدة والهامة والتي يجب علينا كأمة أن نوليها حقها من العناية والاهتمام أي يمكن أن نقول إن استخدام الطاقة النووية وتطبيقاتها يعتبر علماً وصناعة يجب أن نعد لها الكوادر العارفة والقادرة على حمل مسؤولية التعامل معها وعلى العموم فإن للطاقة النووية استخدامات كثيرة لكن يحبذ قبل ذلك إعطاء مقدمة تعريفية مختصرة عن مصدر تلك الطاقة وكيفية الحصول عليها.
خلق الله جميع الأشياء وجعل أصغر وحدة تركيبة فيها الذرة والذرة جسيم متناه في الصغر فاكبر ذرة لا يتجاوز قطرها 10/- 8سم أي أصغر من السنتيمتر بحوالي مائة مليون مرة، وقد أشار الله تعالى إلى صغر الذرة وقلة وزنها بقوله تعالى {ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، وتركيب الذرة على صغرها يشبه نظامنا الشمسي بوجه عام فكل ذرة تتكون من نواة مركزية تدور حولها مجموعة من الإلكترونات أي مثل الشمس التي تدور حولها مجموعة من الكواكب، ونواة الذرة أيضاً متناهية الصغر حيث يبلغ قطرها حوالي 10/-13سم أي يساوي جزءاً من عشرة آلاف الألف مليون مليون من السنتيمتر، وتفصل النواة عن الإلكترونات مسافات نسبية كبيرة جداً.
على أية حال فقد كان الاعتقاد السائد في الماضي أن الذرة صغيرة جداً ومصمتة بحيث لا تقبل الانقسام، ولكن بعد أن تمكن العلم الحديث من إثبات أن الذرة ليست شيئاً مصمتاً أيضاً بل هي الأخرى تتكون من جسيمات صغيرة جداً مثل البروتونات والنيترونات وجسيمات أخرى وقد تمكن العلم الحديث من اكتشاف الطاقة الهائلة الكامنة في الذرة وخصوصاً نواتها ولذلك أطلق على ذلك المصدر الجديد "الطاقة النووية" ومن المعلوم أن تلك الطاقة يتم الحصول عليها بإحدى طريقتين إما عن طريق انشطار نواة الذرة أو عن طريق اندماج أنوية الذرات وعلى العموم فإن الإنسان قد استخدم تلك الطاقة الهائلة عند أول اكتشاف لها في عملية الحرب والتدمير مثل ذلك الذي حدث في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما أسقطت قنبلتان ذريتان بواسطة المقاتلات الأمريكية على كل من مدينتي هيروشيما ونجزاكي في اليابان .
وعلى العموم فإنه مع التقدم العلمي تمكن الإنسان من ترويض ذلك المصدر الجديد للطاقة لكي يستخدم للأغراض السلمية التي تخدم الجنس البشري في مجال إنتاج الطاقة والتنمية بجميع أنواعها ولكن قبل الحديث عن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية أحب أن أشير إلى أن عملية انشطار أو اندماج الأنوية يتم التحكم فيها بواسطة أجهزة خاصة تسمى المفاعلات النووية والوظيفة الرئيسة للمفاعل النووي هي التحكم في عملية الانشطار أو الاندماج وعملية التحكم في إطلاق الطاقة الناتجة عن أي منهما بصورة تدريجية حتى يمكن الاستفادة منها بحيث يمكن تجنب حدوث المخاطر الناجمة عن استخدام ذلك النوع من الطاقة.
تمهيد
وتنطلق رغبة مصر فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية من محاولتها اللحاق بركب التقدم الذى تخلفت عنه نصف قرن، حيث يوجد الآن 443 مفاعلا نوويا سلميا على مستوى العالم و34 تحت الإنشاء، وتزود الطاقة النووية دول العالم بأكثر من 16% من الطاقة الكهربائية، و35% من احتياجات دول الاتحاد الأوروبى، وتوفر 77% من الكهرباء التى تستهلكها فرنسا. وتنطلق رغبة مصر- أيضا - من أن المعاهدات الدولية تشجع على الاستخدام السلمى للطاقة النووية، وتنص معاهدة عدم الانتشار على مواد كثيرة مثل «أن تتاح الأغراض السلمية لجميع الدول الأطراف فى المعاهدة الحصول على فوائد التطبيقات السلمية للتقنية النووية، بما فى ذلك أية منتجات فرعية تحصل عليها الدول الحائزة للأسلحة النووية».وتنص مادة أخرى على «يحق لجميع الدول الأطراف فى المعاهدة أن تشترك فى أى تبادل ممكن للمعلومة لتعزيز تطبيقات الطاقة الذرية للأغراض السلمية، وأن تسهم فى ذلك استقلالا أو بالاشتراك مع الدول الأخرى».لم تكن عودة مصر لإحياء برنامجها النووى السلمى تحذيرا موجها لأحد، أو «كارت ضغط» ضد الولايات المتحدة التى تحاول «تليين» إيران، أو البحث عن دور إقليمى متصاعد، لكنها ضرورة حتمية لمواجهة المستقبل، ولتعويض الماضى الذى أضعنا فيه الفرصة تلو الفرصة. المعروف أن أهم الأسباب التى أعاقت البرنامج النووى المصرى هو خطأ حسابات مصر أيام الرئيس عبدالناصر واعتماده على السوفييت الذين وعدوه، ولكن لم تكن لديهم نية صادقة فى مساعدته، ابتلع عبدالناصر الوعود السوفيتية لدرجة أنه رفض عرضا أمريكيا بتزويد مصر بمفاعل نووى مقابل تزويد إسرائيل بنظير له، وكانت أمريكا فى ذلك الوقت - عام 1966 - مستعدة أن تفعل أى شىء لتجذب مصر تجاهها بدلا من الاتحاد السوفيتى. لم يقتصر دور السوفييت على الإخلال بتعهداتهم فقط، بل حاولوا تعطيل محاولات مصر للحصول على مفاعل نووى سلمى، ونجحت القيادة السوفيتية بالفعل فى التدخل لدى الكنديين للحيلولة دون حصول مصر على مفاعل، ورفض الروس السماح لأى من أعضاء أول بعثة علمية أرسلها عبدالناصر عام 1956 بدراسة أى تخصص يتعلق بالطاقة النووية بحجة أن ذلك مقصور فقط على الروس. وأصاب التجميد المشروع المصرى تماما بعد التوقيع على اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1966، ثم البروتوكول الإضافى الذى يستهدف تطوير نظام التفتيش والمراقبة على المرافق والمنشآت النووية بشكل صارم لدى الدول غير المالكة، وهو ما ينطبق على حالة مصر.عودة الحلم النووى المصرى ليس تهديدا لأحد لأن جهودها لتخليص منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ظل البند الذى يحظى بأولوية عالية فى سياستها على مدى 30 عاما.. وقدمت العديد من القرارات إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلى المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. طالبت أيضا بعقد منتدى لدول الشرق الأوسط والدول المعنية لبناء الثقة المتصلة بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية، كما أنها تعاونت مع نظام التفتيش ولم ترصد مخالفة واحدة فى برامجها حتى الآن.عودة الحلم النووى المصرى ليس تهديدا ضد أحد، لكنه لمستقبل أجيالها.. كما أنه وضع حدا لتجميد مشروع عظيم ما كان يجب أبدا أن يدخل الثلاجة.
الفصل الاول
أنواع المفاعلات النووية وإستخداماتها
المفاعلات النووية أنواع كثيرة نذكر منها نوعين النوع الأول ويستخدم لإنتاج إشعاع بكمية خاصة يمكن استعماله في صنع النظائر المشعة التي تستعمل في البحوث وتشخيص الأمراض أو علاج بعض منها، كما يمكن أن يستخدم في إنتاج بعض أنواع الوقود النووي والنوع الثاني من المفاعلات هو الذي يعطي طاقة على هيئة حرارة يمكن استغلالها في توليد البخار والذي يستغل في الأغراض الصناعية مثل تحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء ومن الجدير بالذكر أن المفاعلات النووية تعمل بواسطة الوقود النووي والذي عادة ما يكون اليورانيوم 235أو اليورانيوم 233أو البلوتونيوم 239، وتجدر الإشارة هنا إلى أن اليورانيوم يوجد في الطبيعة على شكل يورانيوم 238ولا يحتوي اليورانيوم الطبيعي إلا على نسبة 0.7% من اليورانيوم 235أما البلوتونيوم فهو لا يوجد في الطبيعة ولكنه معدن أو فلز من صنع الإنسان حيث يتم تصنيعه باستخدام المفاعلات النووية.

الاستخدامات السلمية للطاقة النووية
وبعد هذه المقدمة التعريفية يحسن بنا أن نستعرض بعض الاستخدامات السلمية المختلفة للطاقة النووية التي تشمل استخدامات كثيرة نورد منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- منذ عام 1954م استخدمت الطاقة النووية في تسيير السفن الحربية وخصوصا الغواصات حيث أن المحركات التي تعمل بالطاقة النووية تساعد على بقاء الغواصات مدة طويلة تحت سطح البحر قد تصل إلى عدة شهور والقيام برحلات طويلة حول العالم دون الحاجة إلى اللجوء إلى الموانئ للتزود بالوقود، ومن المعروف أنه يوجد في الوقت الحاضر أعداد هائلة من الغواصات وحاملات الطائرات العملاقة وكاسحات الجليد وجميعها تسير بواسطة الطاقة النووية.
2- تستخدم المفاعلات النووية في توليد الكهرباء في كثير من دول العالم وخصوصا في الدول المتقدمة وقد بلغت الطاقة التي يتم الحصول عليها من هذه المصادر أكثر من 9% من الكهرباء المولدة في العالم لعام 1983م وهي تزداد يوماً بعد يوم منذ ذلك التاريخ وربما قد تكون وصلت تلك النسبة إلى 25% من الكهرباء المولدة.
3- تستخدم المفاعلات النووية في توليد الطاقة اللازمة لتحلية مياه البحر وهناك عدد من الدول تعتمد على تحلية مياه البحر باستخدام تلك الوسيلة وفي مقدمتها إسرائيل.
4- للمفاعلات النووية استخدامات أخرى مثل تحضير النظائر المشعة التي لها استخدامات تطبيقية عديدة في المجالات المختلفة لذلك نجد أن مجال استخدام المواد المشعة يشمل كل فروع الأبحاث في الطب والصناعة والزراعة. وأبحاث الكيمياء، وأبحاث الحالة الصلبة في الفيزياء، ومتابعة العمليات الحيوية في النبات والحيوان والإنسان، ومشاكل مقاومة الآفات، وزيادة المحاصيل الزراعية، وتشخيص وعلاج الأمراض في الجسم البشري وخاصة التعرف على الأورام وعلاجها، ودراسة الظواهر الطبيعية في الأرض والماء والجو، وتحديد أعمار التكوينات الجيولوجية، والأملاح المعدنية، وآثار الحضارات القديمة، والنيازك القادمة من الفضاء، والكشف والإشراف والتحكم في العمليات الصناعية، والتركيب الداخلي للمواد المعدنية والخزفية، وحفظ الأغذية والبسترة، بالإضافة إلى استخدامات أخرى مثل حل كثير من المشاكل العلمية ولجميع هذه الاستخدامات فوائد اقتصادية ممتازة مباشرة وغير مباشرة.
الاستخدامات السلمية للمفاعلات النووية
وعلى العموم فإن الذي يهمنا في هذا المقام هو أن الحاجة أصبحت قائمة وماسة إلى ايجاد وسيلة تمكننا من استغلال والاستفادة من الطاقة النووية في عملية توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر والذي يتم عن طريق بناء بعض المفاعلات النووية في مناطق بعيدة ونائية عن المناطق المكتظة بالسكان خصوصاً مع القدرة الاقتصادية التي تتمتع بها، وعلى العموم فإن مثل هذه المفاعلات يمكن أن تستخدم في:
أ - مفاعلات نووية تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية التي يزداد الطلب عليها يوماً بعد يوم وذلك نتيجة التقدم الصناعي والزراعي والزيادة المضطردة في أعداد السكان والمساحة الشاسعة التي تحتلها المملكة كل ذلك يفرض مثل هذا التوجه وربما يقول قائل بأننا دولة منتجة للنفط ولسنا بحاجة إلى مثل تلك المفاعلات وهذا القول صحيح إلى حد ما على المدى القصير ولكن الذي أثبتته دراسات الوكالة الدولية للطاقة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أن سعر إنتاج كيلووات ساعة في المحطة الحرارية التي تدار بالفحم أو البترول يزيد 35% عن تكلفة إنتاج الكيلووات ساعة الذي يمكن إنتاجه بواسطة المحطة النووية وهذا يعني أن المحطة النووية التي تبلغ قدرتها 1000ميجاوات توفر نحو 130- 140مليون دولار في العام مقارنة بالمحطة الحرارية التي تدار بالفحم وتوفر 170مليون دولار مقارنة بالمحطة الحرارية التي تدار بالبترول، ونحن عندما ندعو إلى إقامة مثل تلك المحطات النووية لم يغب عن بالنا الأخطار المصاحبة لاستخدام الطاقة النووية مثل حدوث تسرب إشعاعي نتيجة أي خلل في المحطة النووية ولكن الاستفادة من التقدم العلمي الحديث وعمل الاحتياطات والتدابير الوقائية التي يجب اتخاذها وبناء تلك المحطات بعيداً عن مناطق العمران كفيلة بدرء الخطر.
ب - مفاعلات نووية تستخدم لتحلية مياه البحر وتوليد الطاقة الكهربائية فنحن دولة صحراوية تحتاج إلى كمية هائلة من المياه والمصدر الواعد الذي يمكن الاعتماد عليه هو تحلية مياه البحر وحيث أنه من المعروف أن المملكة أكبر دولة منتجة للمياه المحلاة على مستوى العالم فإن الاتجاه إلى المزاوجة بين محطات تعمل بالطاقة النووية وأخرى مثل القائمة حالياً تعمل بالبترول أو بالغاز يصبح أمراً مطلوبا فالتقنية المستخدمة في تحلية مياه البحر والطاقة التي نحتاجها يجب أن توطن وأن تكون من تصميم وإنتاج وطني محلي فليس هناك أبشع من العطش خصوصاً أننا نعلم أن مستقبل منطقة الشرق الأوسط برمته مهدد بما يسمى حروب المياه، وهنا أعيد ما ذكرته في مقال سابق حول أهمية الخزن الإستراتيجي للمياه والذي لا يمكن الوفاء به دون إيجاد محطات تحلية عملاقة على كل من البحر الأحمر والخليج العربي تعمل بالطاقة النووية وجعل محطات التحلية على كل ساحل احتياطي لمحطات التحلية على الساحل الآخر وذلك بربطهما ببعض.
ج - العمل على إيجاد بعض المفاعلات النووية الصغيرة لغرض الأبحاث في الجامعات لإعداد كوادر وطنية قادرة على العمل في مفاعلات توليد الكهرباء وتحلية المياه وكذلك التعرف على الطرق المختلفة لإنتاج النظائر المشعة المستخدمة في المجال الطبي والصناعي وغيرها من المجالات الهامة بدلاً من الاعتماد على استيراد المواد والتعاقد مع الأيدي العاملة الفنية التي تديرها في القطاعات الصحية والصناعية والتعليمية المختلفة.
د - إن وجود العقول البشرية القادرة على إدارة المفاعلات النووية أمر في غاية الأهمية لذلك فإن بدء التفكير في دراسة المشروع يجب أن يكون مقرونا بإرسال بعثات إلى دول متقدمة وعديدة مثل اليابان وفرنسا وأمريكا وباكستان وجنوب أفريقيا وألمانيا للحصول على المعرفة الأساسية ثم يكمل التدريب بواسطة خبراء يتم جلبهم لهذا الغرض ونحن نقول ذلك لم يغب عن بالنا أن الدول الغربية لا ترغب في أن يتعلم العرب والمسلمون بصورة خاصة مثل هذه الأسرار وذلك نتيجة للضغوط الصهيونية المتمكنة منهم، إننا كمسلمين ندعو كغيرنا إلى عدم انتشار الأسلحة النووية بل لو أمكن لدعونا إلى نزع السلاح بجميع أنواعه لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا إسرائيل تستثنى من المطالبة بعدم تطوير أسلحتها النووية وعند الشك في أن إحدى الدول العربية أو الإسلامية تملك شيئاً من تلك التقنية تقوم الدنيا ولا تقعد؟
ومن المخجل جداً أنه عند الحديث عن الطاقة النووية واستخداماتها المختلفة نجد أن إسرائيل وهي الدولة التي لا يزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين نسمة تملك أكبر قدرة نووية في الشرق الأوسط إن لم نقل أنها الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة عسكرية نووية ذات قدرات هائلة وقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بذلك.
كما أن لديها عدداً من المفاعلات النووية التي تستخدم للبحوث والتطوير وإنتاج الأسلحة النووية بالإضافة إلى عدد من المفاعلات التي تستخدم لإنتاج الكهرباء وفي الآونة الأخيرة بدأت إسرائيل تخطط لبناء محطات عملاقة لتحلية مياه البحر بواسطة الطاقة النووية، وفي المقابل نجد أن هناك أكثر من إحدى وعشرين دولة عربية يبلغ مجموع عدد سكانها أكثر من مئتين وخمسين مليوناً لا زالت أغلبها تعيش بدائيات مراحل النمو والتحول فأين يكمن الخلل؟ هل هو في التعليم أو التكوين أو أولويات التحدي أو ظروف الواقع أم الفرقة وعدم الثقة بالنفس أم الثقافة أم ماذا؟
وفي الختام فلابد من الاستعانة بالطاقة النووية للأغراض السلمية فلقد أصبح أمراً ضرورياً نحتاجه في مجال توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر ومثل هذا البرنامج يحتاج إلى إعداد كوادر وطنية والأخير يحتاج إلى وقت طويل لذلك فإن البدء في إعداد مثل تلك الكوادر منذ الآن يعتبر أمراً جوهرياً وهذا يمكن أن يكون على مسارين أحدهما خارجي عن طريق البعثات والآخر داخلي عن طريق إنشاء مراكز علمية متوعة حيث تسن القوانين وتدرس الجدوى والبدائل وتكون مسؤولة عن هذا القطاع الهام بما في ذلك تنمية الموارد البشرية واستشراف آفاق المستقبل ناهيك عن دعم الجامعات بمفاعلات بحثية تساهم في إعداد الكوادر الوطنية محلياً..
إن وجود برنامج للاستخدام السلمي للطاقة النووية يتم تحت اشراف ومساعدة الوكالة الدولية للطاقة النووية بعيداً عن السرية والتكتم كفيل بأن لا يعارضه أحد من جهة ولا تصبح فعالياته وانشطته مثار شك أو غموض من جهة أخرى.
وأخيراً وليس آخراً أشير إلى أننا أمة تدعو إلى السلام وتدعمه وديننا يحثنا على ذلك كما أن حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها الرئيس مبارك يردد دائماً أننا دولة عربية إسلامية تدعو إلى المحبة والإخاء والسلام والتعاون بين جميع الدول والشعوب في كافة ارجاء المعمورة. وحيث أن مصر دولة مأمونة الجانب قوية الشكيمة ومتوازنة في علاقاتها الدولية فإنها مؤهلة لأن تحمل مسؤولية استخدام الطاقة الذرية في النواحي السلمية في مجال التنمية أكثر من أية دولة أخرى في المنطقة.
الفصل الثانى
تاريخ أزمات البرنامج النووي المصريأثيرت في نهاية عام 2004 ضجة حول وجود برنامج نووي مصري سري لإنتاج الأسلحة النووية، فقد زعمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن علماء مصريين أجروا تجارب نووية داخل مصر وخارجها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وقالت الصحيفة إن مفتشي الوكالة نقلوا مؤخراً عينات من مواقع مصرية لتحليلها معملياً، لتحديد توقيت إجراء هذه التجارب وطبيعة المواد المستخدمة فيها،و زعمت الصحيفة أن جانباً من التجارب المصرية تم في إطار اتفاقات للتبادل العلمي، وأن تجارب منها تمت في فرنسا وأخرى في تركيا .كما ذكرت وكالة أنباء أسوشيتدبرس أن مصر حاولت إنتاج عدة مركبات من اليورانيوم دون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك، واشتملت مواداً تسبق إنتاج مادة يورانيوم هكسافلورايد (سادس فلوريد اليورانيوم) القابلة للتخصيب وإنتاج يورانيوم للأغراض العسكرية وفي معرض ردود الفعل على هذه الضجة، أكّدت الخارجية المصرية تعاون مصر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واحترامها لالتزاماتها بشكل مستمر ، و قال إن وضع مصر بشأن برنامجها النووي سليم تماماً، وإن الوكالة ستصل قريباً إلى اللحظة التي ستقول فيها ذلك، حيث تم إبلاغ الوكالة بأن أحد الأنشطة النووية متوقف منذ 25 عاماًفما هي حقيقة البرنامج النووي المصري؟ وكيف بدأ ؟ وماهي مراحل التطور التاريخي التي مر بها وقدراته، وتقويمه، ولماذا تراجع هذا البرنامج؟ التطوّر التاريخي
حين أطلق الرئيس الأمريكي أيزنهاور مبادرة -الذرة من أجل السلام -عام 1953 لاستغلال الإمكانات الهائلة الكامنة في الذرة من أجل توفير الطاقة والمياه اللازمتين لحل مشكلات التنمية في العالم، كانت مصر من أوائل دول العالم التي استجابت لهذه المبادرة لضمان التنمية المستديمة فيها ففي عام 1955 تم تشكيل لجنة الطاقة الذرية برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر، لوضع الملامح الأساسية للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في مصر، وفي يوليو من العام التالي تم توقيع عقد الاتفاق الثنائي بين مصر والاتحاد السوفيتي بشأن التعاون في شؤون الطاقة الذرية وتطبيقاتها في النواحي السلمية، وفي سبتمبر من عام 1956وقّعت مصر عقد المفاعل النووي البحثي الأول بقدرة 2 ميجاوات مع الاتحاد السوفيتي، وتقرر في العام التالي إنشاء مؤسسة الطاقة الذرية تلا ذلك اشتراك مصر عام 1957 عضواً مؤسساً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبفضل ثقة العالم في النوايا السلمية للبرنامج النووي المصري حصلت مصر على معمل للنظائر المشعة من الدنمارك في العام نفسه، وبدأ تشغيل المفاعل النووي البحثي الأول عام 1961.
و تم توقيع اتفاق تعاون نووي مع المعهد النرويجي للطاقة الذرية، وفي عام 1964 طرحت مصر مناقصة لتوريد محطة نووية لتوليد الكهرباء قدرتها 150 ميجاوات (أي 150 ألف كيلووات)وتحلية المياه بمعدل 20 ألف متر مكعب في اليوم، وبلغت التكلفة المقدرة 30 مليون دولار، إلا أن حرب يونيو 1967 أوقفت هذه الجهود .وبعد حرب 1973م طرحت مصر عام 1974مناقصة لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء قدرتها 600 ميجاوات، وتم توقيع عقد لإخصاب اليورانيوم مع الولايات المتحدة، وشهد عام 1976إصدار خطاب نوايا لشركة وستنجهاوس، وكذلك توقيع اتفاقية تعاون نووي مع الولايات المتحدة، إلا أن تلك الجهود توقفت في نهاية السبعينيات، بسبب رغبة الولايات المتحدة لإضافة شروط جديدة على اتفاقية التعاون النووي مع مصر نتيجة لتعديل قوانين تصدير التقنية النووية من الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، بحيث تشمل هذه الشروط التفتيش الأمريكي على المنشآت النووية المصرية كشرط لتنفيذ المشروع وقد اعتبرت الحكومة المصرية هذا الأمر ماساً بالسيادة ورفضته، وأدى ذلك إلى توقّف المشروع.
وانضمت مصر عام 1981 لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ووقعت عدة اتفاقيات للتعاون النووي مع كل من: فرنسا، والولايات المتحدة، وألمانيا الغربية، وانجلترا، والسويد، وقررت الحكومة تخصيص جزء من عائدات النفط لتغطية إنشاء أول محطة نووية (محطة الضبعة بالساحل الشمالي)، كما وقعت في العام التالي 1982اتفاقية للتعاون النووي مع كندا، وأخرى لنقل التقنية النووية مع استراليا
وفي عام 1983، طرحت مصر مواصفات مناقصة لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء قدرتها 900 ميجاوات، إلا أنها توقفت عام 1986، وكان التفسير الرسمي لذلك هو المراجعة للتأكد من أمان المفاعلات بعد حادث محطة تشيرنوبل، رغم أن المحطة التي كانت ستنشأ في مصر من نوع يختلف تماماً عن النوع المستخدم تشيرنوبل، مما يوحي بأن التبرير الرسمي لإيقاف البرنامج كان مجرد تبرير لحفظ ماء الوجه، فقد ذكر الدكتور علي الصعيدي رئيس هيئة المحطات النووية المصرية أن بنك التصدير والاستيراد الأمريكي أوصى بعدم تمويل المحطة النووية المصرية، كما امتنع صندوق النقد والبنك الدولي عن مساندة المشروع، ثم جاءت حادثة تشيرنوبل والحملات الدعائية الغربية لتخويف دول العالم الثالث، ومن ثم لتجمّد المشروع النووي المصري
وتميزت الفترة - منذ نهاية الثمانينيات حتى الوقت الراهن - بمحاولة كسب التأييد السياسي لدفع البرنامج النووي واستمرار استكمال الكوادر المطلوبة للبرنامج، علاوة على استكمال الدراسات الفنية، فتم إنشاء محاكي المحطة النووية بالموقع المقترح لهيئة الطاقة النووية بالضبعة، وحدث تعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهيئة المحطات النووية المصرية، لدراسة جدوى إقامة المحطات النووية ذات المفاعلات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتم الانتهاء من الدراسة عام 1994وفي عام 1992 تم توقيع عقد إنشاء مفاعل مصر البحثي الثاني مع الأرجنتين، ثم توالت في السنوات 95، 96، 1998 بعض المشروعات المتعلقة باليورانيوم ومعادن الرمال السوداء وصولاً إلى افتتاح مصنع وقود المفاعل البحثي الثانيوفي خطوة مثيرة بعد تردد أكثر من 16 عاماً أعلنت مصر في مايو 2002 عن إنشاء محطة للطاقة النووية السلمية في غضون 8 أعوام بالتعاون مع كوريا الجنوبية، والصين، وهو ما وصفه خبراء مصريون في الطاقة بنقلة نوعية هامة على طريق البرنامج المصري، خصوصاً وأن مصر كما يقولون لديها "انفجار" في الكوادر العلمية النووية بدون عمل تقريباً.
كما أن المفاعلين الموجودين حالياً يكفيان لتدريب العلماء تجريبياً وليس تطبيقياً، وأرجع بعضهم إنشاء المحطة الجديدة إلى استيعاب الكوادر الفنية المصرية المتزايدة في مجال الطاقة النووية، وربما أيضاً لعدم الاعتماد فقط على الغاز الطبيعي في مجال الطاقة
وترجع أهمية الإعلان عن إنشاء هذه المحطة إلى رفض مصر على مدى 16 عاماً فكرة بناء مفاعلات نووية لأسباب مختلفة، وكان الرئيس مبارك قد كرّر أكثر من مرة في تصريحات رسمية رفضه بناء مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة بسبب مخاطرها، إذ قال في طريق عودته في 29 أبريل 2001 من جولة شملت ألمانيا ورومانيا وروسيا: إنه لا تفكير في الوقت الحالي في إقامة محطات نووية لتوليد الكهرباء في مصر، لأنه تتوافر لدينا كميات كبيرة من الطاقة، واحتياطات الغاز الطبيعي المبلشرة في تزايد من عام إلى آخر، وفي ضوء عدم ترحيب الرأي العام المصري بإقامة مثل هذه المحطات .
أسباب العدول عن الرفض
واكب القرار الاستراتيجى الذى أعلنه الرئيس حسنى مبارك بدخول مصر العصر النووى، ذكرى مرور 50عاما على انشاء مؤسسة الطاقة الذرية.. وكان قد سبقه صدور القرار رقم 509 لسنة 1955 بانشاء لجنة للطاقة الذرية بهدف تمكين الدولة من استغلال الطاقة الذرية فى الاغراض السلمية من علمية وطبية وصناعية وزراعية، لمسايرة التقدم العلمى . ولم تتخلف مصر عن الركب بل كانت من أوائل الدول النامية التى استشعرت الدور الحيوى للتطبيقات السلمية للطاقة الذرية فى خدمة التنمية الوطنية . فمنذ عام 1981 حققت مصر طفرة تاريخية غير مسبوقة تمثلت فى الاتجاه صوب المشروعات النووية التكنولوجية الكبرى التى تجاوزت فيها مرحلة البحوث الاكاديمية الى آفاق التطبيق التكنولوجى . وفيما يلي اهم المحطات في تاريخ البرنامج النووي المصري : يشير تاريخ الطاقة النووية فى مصر الى انه فى عام 1957 صدر القرار الجمهورى رقم 288 لسنة 1957 بإنشاء مؤسسة الطاقة الذرية وفى عام 1959 تم تشغيل معمل "ألفان دى جراف" فى عام 1961 تم تشغيل مفاعل مصر البحثى الاول فى أنشاص فى عام 1962 تم تشغيل معمل انتاج النظائر المشعة . فى عام 1972 صدر قرار بانشاء المركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الاشعاع فى عام 1980 تم انشاء مركز المعامل الحارة فى عام 1981 تم تشغيل المصدر الاشعاعى الجامى / نصف مليون كورى / فى عام 1982 تم انشاء المركز القومى للامان النووى والرقابة الاشعاعية . فى عام 1985 تم تشغيل معمل انتاج المركبات الصيدلانية المجندة للترقيم بالتكنسيوم /99 م/ للاستخدام فى التشخيص الاشعاعى فى الطب النووى فى عام 1986 تم انشاء معامل توكيد الجودة فى عام 1989 تم تشغيل المعمل المركزى للقياسات الاشعاعية والمقارنة والتدريب . فى عام 1991 صدرت اللائحة التنفيذية لهيئة الطاقة الذرية بمراكزها الاربعة بموجب القرار الجمهورى رقم 49 لسنة 1991 تم فى العام التالى تم تشغيل الشبكة القومية للرصد الاشعاعى فى عام 1944 تم تشغيل محطة معالجة النفايات السائلة متوسطة ومنخفضة المستوى الاشعاعى ومحطة التصليد الاسمنتى . فى عام 1995 تم افتتاح المعمل المركزى لهيدرولوجيا النظائر البيئية فى عام 1997 وصل الى مصر مفاعل مصر البحثى الثانى ثم فى العام الذى يليه بدأ التشغيل الانتاجى لمصنع الوقود النووى الملحق بمفاعل مصر البحثى الثانى . فى عام 1998 - 1999 افتتح المعمل الالكترونى والمعمل المركزى للتحليل العناصرى والنظائرى مع بداية الألفية تم أول تشغيل مبدئى لمعجل السيكلوترون وبنك العينات البيئية. فى عام 2001 تم تشغيل الغرفة المعقمة لانتاج الاجسام المضادة وحيدة الفسيلة، فى العام نفسه تم أيضا تشغيل معامل رقابة الجودة على النظائر المشعة الجديد وأيضا انشاء معمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمركز البحوث النووية. فى عام 2003 تم اختيار القسم الهندسى بمركز البحوث النووية مركزا افريقيا متميزا فى مجال صيانة الأجهزة النووية ، وأيضا بداية التشغيل الامن والمرخص لمفاعل مصر البحثى الثانى . فى عام 2004 تم اختيار وحدة التشعيع الجامى بمركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الاشعاع كمركز افريقى متميز فى مجال الخدمات التشعيعية .. وأيضا فى نفس العام تم التسليم النهائى لمفاعل مصر البحثى الثانى بالقدرة القصوى /22 أم / ، وبدء استخدام تسهيلاته وأول تشغيل مبدئى لانتاج النظائر من السيكلوترون . فى عام 2004 أيضا تم الانتهاء من اعداد الاطار العام لمشروعات المعونة الفنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية /سى بى اف/ تمشيا مع خطة التنمية المستدامة فى مصر. فى عام 2005 تم تطوير مركز المعلومات والتوثيق واستكمال انشاء وحدة العلاج الاشعاعى ورفع قدرة مصدر الاشعاع الجامى الى 640 ألف كورى .. كما تم خلال نفس العام فتح الحوار المجتمعى الواسع حول جدوى انشاء المحطات النووية لانتاج الكهرباء والاستخدام السلمى والانتقال من مرحلة النظائر المشعة فى أغراض الطب والصناعة والزراعة والبحوث الفنية الى التفكير فى انشاء مفاعلات القوى النووية للاستخدام السلمى. وتشير التقارير الرسمية الصادرة عن هيئة الطاقة الذرية إلى أن استراتيجية مصر فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية تقوم على دعم الاستغلال الأمثل للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية من أجل خدمة المجتمع وأغراض التنمية المستدامة والحرص على التأمين الكامل للبيئة المصرية من أخطار الاشعاع . كما تقوم هذه الاستراتيجية على الشفافية الكاملة لجميع الانشطة النووية فى مصر وتنمية الوعى الوطنى للاستخدام السلمى للطاقة الذرية والالتزام الكامل بكافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية . وفى هذا المجال يشير السفير الدكتور محمد ابراهيم شاكر نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية الى أن مصر تعد من أوائل الدول التى سعت لابرام معاهدة منع الانتشار النووى حيث وقعت على المعاهدة فى عام 1968 وتم التصديق عليها فى عام 1981. كما وقعت مصر على اتفاقية الضمانات الشاملة ، تنفيذا لبنود المعاهدة منع الانتشار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى عام 1982. ووقعت مصر أيضا على العديد من الاتفاقيات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى مجالات متعددة مثل مجال الامان الاشعاعى ومجال المسئولية المدنية ومجال الانذار المبكر عن الحوادث الاشعاعية.
دور وزارة الخارجية ووزارة البترول
أكد السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن إنتاج الطاقة الكهربية باستخدام الطاقة النووية حق أصيل لمصر تكفله معاهدة منع الانتشار النووي لجميع الدول الأعضاء بها‏ وفقا لما تنص عليه المادة الرابعة من المعاهدة التي تشير بوضوح الي حق الدول في الانتفاع من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية . وأوضح أن مصر وقعت علي معاهدة منع الانتشار في أول يوليو‏1968 ثم صدقت عليها في 26 فبراير 1981 وبالتالي فإن لها كامل الحق في الحصول علي التكنولوجيا النووية السلمية‏ من اجل استخدامها لتحقيق التنمية والرفاهية لشعبها. وأكد أن مصر تلتزم حرفيا بتطبيق أحكام نظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ الانضمام إليه في عام‏ 1982 وهو النظام الذي تطبقه الوكالة للتأكد من ان جميع الانشطة النووية التي تقوم بها الدول مخصصة للاغراض السلمية. واوضح ابوالغيط ان محطات الطاقة النووية قد شهدت تغيرا جوهريا خلال الاعوام الاخيرة وان تطور مستويات الامان النووي في تشغيل هذه المحطات اسهم في توفير جيل جديد منها بحيث يمكن تشغيلها بشكل يحقق اقصي درجات الامن والامان النووي، الامر الذي شجع الكثير من الدول التي كانت تمتنع او تتحسب من اللجوء الي هذا الخيار لتوليد الطاقة ان تفكر جديا في هذا الاتجاه. ورحب أبوالغيط بردود الفعل الأولية التي صدرت عن المجتمع الدولي تجاه التفكير المصري في هذا الشأن‏.‏ وقال إن مصر ترحب بالمبادرات التي طرحتها الدول النووية والغربية التي تشجع الدول الأخري علي استخدام الطاقة السلمية‏ مضيفا ان مصر تعكف حاليا علي النظر في هذه المبادرات المطروحة. ومن ناحية أخري‏، تستعد هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء لإنشاء أول محطة من نوعها لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية بمنطقة الضبعة‏ وذلك فور صدور قرار المجلس الأعلي للطاقة بإنشائها‏. وصرح الدكتور يس إبراهيم بأنه منذ أن تم تخصيص أرض الضبعة عام‏81‏ لإنشاء مشروع محطة توليد كهرباء من الطاقة النووية‏ وتم إجراء الدراسات اللازمة لذلك‏ وأوضح أن المشروع توقف عقب حادث مفاعل تشيرنوبيل النووي في الاتحاد السوفيتي عام‏1986 كما أن ظهور الغاز الطبيعي بكميات كبيرة في مصر‏ كان له أثر كبير في غلق الملف النووي لإنتاج الكهرباء مؤقتا‏.‏ وأضاف الدكتور يس أن الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة أصدر تعليماته‏ لهيئة المحطات النووية لتوليد الطاقة‏ بضرورة الاستمرار في استكمال الدراسات وتحديثها أولا بأول لمشروع الضبعة‏ بالإضافة إلي الاستمرار في تدريب الكوادر البشرية لتكون علي دراية بما يحدث في العالم وبالتطورات الحديثة في مجال التوليد النووي‏.‏ وأوضح الدكتور يس أنه تم إعداد نموذج للمحطة النووية ليتم تدريب المهندسين من خلاله علي عمل المحطات النووية قدرة‏900‏ ميجاوات‏ وأشار إلي أن الهيئة تعمل علي مدي الساعة في رصد وقياس العوامل المؤثرة في تراخيص المحطات النووية والمستوي الإشعاعي القاعدي لمنطقة الضبعة‏. وشدد علي أن موقع الضبعة بمساحته الصادر بها القرار الجمهوري رقم‏309‏ لسنة‏1981,‏ كاف لتطبيق جميع متطلبات الأمان النووي بما لا يؤثر علي البيئة المحيطة به‏.
مصر تخطط لانشاء مجلس اعلى للاستخدام السلمى للطاقة النووية
كشف وزير البترول المصري سامح فهمي في القاهرة يوم الخميس/6 مارس الحالي/ عن ان بلاده تخطط لانشاء مجلس اعلى للاستخدام السلمى للطاقة النووية, وذلك من ضمن السياسات التى بدأت مصر بإتباعها لمواجهة التحديات التى تشهدها اسواق الطاقة على المستوى العالمى وتأثيرها المباشر على مصر.وأوضح فهمي في تصريح صحفي ادلى به عقب عودته الى القاهرة قادما من فيينا حيث حضر الاجتماع الوزاري لمنظمة (أوبك) بصفة مراقب أن السياسات المصرية الجديدة بشأن الطاقة تمثلت في انشاء المجلس الاعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية برئاسة الرئيس المصرى حسني مبارك وتفعيل المجلس الأعلى للطاقة برئاسة رئيس الوزراء المصرى أحمد نظيف.ولفت الى أن هذه السياسات جاءت في توقيت مناسب من أجل حماية مصر من التغيرات الحادة التي تشهدها أسواق الطاقة, مرجعا ارتفاع أسعار النفط ووصولها الى حوالي 104 دولارات الى عوامل اقتصادية وغير اقتصادية.واعتبر فهمي أن هذه العوامل تستدعي تضافر جهود المنتجين والمستهلكين وشركات النفط العالمية وأسواق المال من أجل ايجاد سعر متوازن لا يؤثر على خطط التنمية الاقتصادية على المستوى العالمي.ووصف الوزير المصري قرار الاوبك المحافظة على مستويات الانتاج الحالية دون تغيير بأنه قرار "أمر واقع" معتبرا أن الارتفاع القياسي لأسعار النفط يدفع الدول المنتجة من داخل الاوبك وخارجها الى الانتاج بكامل طاقتها.وفى سياق متصل قررت منظمة الدول المصدرة للبترول يوم الاربعاء الحفاظ على انتاجها من النفط دون تغيير.واكد المتحدث باسم المنظمة عمر ابراهيم عقب مؤتمرها الوزاري ال148 ان العرض فى سوق النفط جيد, كما ان بيئة السعر الحالي لا تعكس اساسيات السوق.كما أكد المؤتمر على الشكوك والقلاقل المتزايدة لسوق البترول, لذا فإنه دعا جميع الدول الاعضاء الى ضمان استقرار السوق وكفاية المعروض من النفط.وتضم الاوبك حاليا 13 بلدا وهم الجزائر والكويت والسعودية وأنجولا والامارات والعراق وايران وليبيا وأندونيسيا ونيجيريا وفنزويلا وقطر والاكوادور. (شينخوا)
الموقف العالمى من المبادرة المصرية
أكدت واشنطن وموسكو حق مصر الكامل في التحرك نحو تنفيذ برنامجها السلمي للطاقة النووية.‏ وأعلن وزير الكهرباء والطاقة الدكتور حسن يونس عن بدء إجراء الدراسات التنفيذية للمحطات النووية وقال إنه تم بالفعل الانتهاء من الدراسات المبدئية التي أكدت امتلاك مصر كل الإمكانات والمقومات التي تؤهلها لإقامة هذا البرنامج‏.‏ وأشار وزير الكهرباء إلي أن مصر ستبدأ قريبا في إجراءات اختيار بيت خبرة عالمي من أجل دراسة عدد من المواقع التي ستقام عليها محطات نووية لتوليد الكهرباء‏.‏ وأوضح يونس - في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء عقب توقيع مذكرة تفاهم لتشكيل لجنة عليا بين مصر وألمانيا للطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة - أن موقع الضبعة النووي مازال ملكا للحكومة ولم يتم التفريط فيه ولم تتلق الوزارة أي طلبات لشرائه‏.‏ ورداً على سؤال حول التعاون مع ألمانيا في تنفيذ البرنامج النووي المصري علق الوزير قائلا: هذا سابق لأوانه، لقد كان لنا تعاون سابق مع الألمان في المجال النووي، لكن الحديث عن التعاون معهم حالياً في هذا المجال سابق لأوانه. يذكر أن ألمانيا إحدى الدول المنتجة للوقود النووي، كما أن بنك التعمير الألماني هو الممول الأكبر لمشاريع الطاقة المتجددة في مصر. وتقدم ألمانيا مساهمة ملموسة في العديد من مشروعات الكهرباء، على أرض مصر، خاصة مشروعات الطاقة المتجددة، ومنها مشروع تطوير مولدات السد العالي، وتمويل إنشاء محطتين لتوليد الكهرباء بمدينتي نجع حمادي، وأسيوط، إضافة إلى المساهمة في تنفيذ محطات توليد كهرباء من الرياح. وأكد الوزير أن الوقود النووي ليس مشكلة وليس ضروريا أن تكون الدولة التي تمتلك مفاعلات نووية دولة منتجة للوقود النووي‏ مشيرا في هذا الشأن إلي أن أكثر من‏30‏ دولة من التي تملك محطات نووية تستورد الوقود النووي من عدد محدود من الدول وفقا لاتفاقيات وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏.‏ وأضاف أن مصر أجرت خطوات علنية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏ للانتهاء من‏17‏ دراسة تم الانتهاء من‏13‏ منها‏ بينما سيتم الانتهاء من الدراسات الأربع المتبقية خلال العام الحالي‏.‏ وأوضح أن المجلس الأعلي للاستخدامات السلمية للطاقة المقرر إنشاؤه خلال أيام يستهدف وضع الاستراتيجية والسياسات المصرية فيما يتعلق بالمحطات النووية وقال‏:‏ إن هذا المجلس كان قائما في الثمانينيات من القرن الماضي برئاسة رئيس الجمهورية‏.‏ وقال يونس إنه اجتمع مع رؤساء الهيئات النووية الثلاث (الطاقة الذرية، والمحطات النووية، والمواد النووية)، وجهاز الأمان النووي، لوضع برنامج العمل خلال المرحلة القادمة، ومشاريع الطاقات الجديدة والمتجددة التي أثبتت الدراسات أن مصر يمكن أن تنتج منها 20% من إجمالي قدرات التوليد في مصر بحلول عام 2027، كما تم بحث مشاريع الطاقة التقليدية، التي تعتمد على الغاز والبترول في محطات الدورة المركبة والبخارية والغازية. ولفت وزير الكهرباء إلى أن إقامة محطة نووية في مصر حسب المعايير الدولية ستستغرق ما بين 8 إلى 10 سنوات، مؤكداً أن مصر ستقيم المحطة الأولى في المدة الزمنية المحسوبة عالميا. وأشار الوزير إلى أنه تم الانتهاء من مسودة القانون النووي، ويجري مناقشته حاليا تمهيدا لإقراره نهائيا، وإرساله إلى مجلس الوزراء. وعلي الصعيد الخارجي‏ أكدت صحيفتا نيويورك تايمز و لوس انجلوس تايمز أن المسئولين الأمريكيين ليس لديهم أي اعتراض علي الخطط المصرية في هذا الشأن‏ طالما أن القاهرة ستلتزم بقواعد معاهدة حظر الانتشار النووي والإجراءات المتبعة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏ ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن توم كيسي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله‏:‏ أي دولة تفي بالتزاماتها في ظل معاهدة حظر الانتشار النووي وإجراءات الرقابة التي وضعتها وكالة الطاقة الذرية ستكون قادرة علي امتلاك برنامج يكون مقبولا بالنسبة لنا‏ وأكد أن مصر لديها الحق الكامل في التحرك في هذا الاتجاه‏. وفي نيويورك أكد فيتالي تشوروكين مندوب روسيا الدائم لدي الأمم المتحدة أن بلاده تعترف بحق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية‏ لافتا إلي أن المركز الدولي لتخصيب اليورانيوم الذي تحتضنه مدينة أنجارسك الروسية مفتوح لجميع البلدان‏.‏

الانتهاء من مشروع قانون الاستخدام السلمي للطاقة النووية25/2/2008

وافق مجلس الشعب امس برئاسة د. فتحي سرور علي تقرير الصناعة والطاقة بالمجلس عن تأمين احتياجات مصر من الطاقة. استعرض محمد ابوالعينين رئيس اللجنة تقرير اللجنة واكد ان تأمين احتياجات التنمية من الطاقة اصبح التحدي الرئيسي في مصر وجميع دول العالم واصبح المكون الاساسي في استراتيجيات الدول لحماية امنها القومي، وزاد من اهمية هذه القضية ما يشهده سوق الطاقة العالمي من اضطراب ووصول الاسعار الي مستويات غير مسبوقة تخطت المائة دولار للبرميل وذلك فضلا عن المتغيرات الكبيرة والتي تتمثل في تنامي الطلب علي الطاقة نتيجة التحديات العالمية وتغير هيكل الطلب العالمي علي الطاقة ووصول الدول النفطية الكبري الي ذروة طاقتها الانتاجية اضافة الي النقص الحاد في اجهزة الحفر.وقال ابوالعينين ان ابرز التحديات علي المستوي المحلي تتمثل في زيادة الاستهلاك لاكثر من 10 % في الفترة القادمة وقرب انتهاء الاتفاقيات البترولية السارية وظهور مناطق جذب جديدة مثل ليبيا والعراق والسودان بالاضافة الي التطور السريع في مواصفات المنتجات البترولية.واوضح ابوالعينين ان الرئيس حسني مبارك طرح في خطابه يوم 30 اكتوبر 2007 رؤية شاملة متكاملة لاوضاع الطاقة في مصر والعالم وخريطة للمستقبل حيث طالب الحكومة بمضاعفة الجهد لزيادة الانتاج والاحتياطي من البترول والغاز وبان تقرن سياساتها لزيادة الانتاج بسياسات موازية لترشسيد ورفع كفاءة استخداماتها وانه اعلن القرار التاريخي ببدء برنامج لبناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء.وتضمن التقرير ضرورة اعداد استراتيجية شاملة ومتكاملة للطاقة ووضع السياسات والحوافز اللازمة لتطبيق ما اعلنه الرئيس مبارك من الوصول الي نسبة 20 % مساهمة الطاقات الجديدة والمتجددة عام 2020 وكذلك الاسراع في تنفيذ برنامج مصر لبناء عدد من المحطات النووية والاعتماد علي مصادر غير تقليدية لتمويل مشروعات الطاقة في مصر ودفع جهود ترشيد الطاقة.واوضح محمد ابوالعينين ان التقرير تناول الوضع الراهن لمصادر الطاقة في مصر من زيت خام وغاز طبيعي والاحتياجات بالاضافة للصادرات والواردات والكهرباء والفحم وكما تناول موضوع تسعير ودعم الطاقة واكد ان الحكومة تبذل جهودا كبيرة لتخفيف العبء عن محدودي الدخل من خلال دعم المنتجات البترولية والذي يشمل جميع قطاعات الاقتصاد المصري لافتا الي ان تكاليف الدعم زادت في السنوات الاخيرة الي الحد الذي اصبح علي المجتمع ان يخصص نسبة كبيرة من الموارد العامة للانفاق علي الدعم بصورة مباشرة او غير مباشرة، كما اصبح عليه ان يتنازل عن قدر كبير من الايرادات نتيجة دعم المنتجات البترولية والغاز.واشار الي ان القسم الثاني يتضمن كيفية تأمين احتياجات مصر من الطاقة بضرورة تحفيز الاستثمارات في الطاقات الجديدة والمتجددة وترشيد الطاقة لافتا الي ان هذه السياسة اسفرت عن خفض الاستهلاك في الدول المتقدمة وكذلك ضرورة حشد الطاقات للبدء في تنفيذ المحطات النووية واستغلال تكنولوجيا النانو تكنولوجي لاستحداث ثورة في استخدامات الطاقات البديلة وتشجيع البحث والتطوير في تكنولوجيات الطاقة الجديدة.واكد ان التقرير يوحي بضرورة اعداد قاعدة علمية وتهيئة الكوادر البشرية وتوطين ونقل التكنولوجيا النووية وتنمية الصناعة المحلية للمساهمة في تصنيع مكونات المفاعلات النووية. واضاف ان التوصيات تضمنت ضرورة وضع تشريع نووي موحد ومتطور وتعظيم الاستفادة من اتفاقيات التعاون الفني مع الدول الاخري واعداد خطة لتحقيق الامان الاشعاعي والتخلص من النفايات النووية وتطوير نظام دعم الطاقة لضمان وصوله الي مستحقيه.

الفصل الثالث
مخاطر إستخدام الطاقة النوويةلانه يمكن إنتاج الطاقة الذرية من القوى الهائلة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في نواة الذرة حيث تتحرر الطاقة النووية عند إجراء تغيير في بنية الذرة وتكويناتها أو ما يعرف بالتفاعل النووي ولنحاول تبسيط الصورة …تتكون الذرة من نواة يدور حولها ما يعرف بالإلكتروناتحجم الذرة الواحد = 1/1.000.000 مليمتر ( واحد من المليون من المليمتر )حجم النواة > 1/10.000 ( أقل من واحد من عشرة آلاف من حجم الذرةوزن النواة يمثل 99.9% من وزن الذرة كل نواة تحتوي على ما يعرف بالبروتونات والنيوترونات يمكن لنا تشبيه تركيب الذرة بالمجموعة الشمسية حيث تمثل الشمس النواة والكواكب التي تدور حولها تمثلها الإلكترونات من المعلوم في الفيزياء ان الشحنات المتنافرة تتجاذب والشحنات المتشابهة تتباعد وهكذا الحال في الذرة حيث أن النواة متكونة كما قلنا سابقا من البروتونات وهي ذات شحن موجبة (+) وزنها أكثر بـ 1836 مرة من وزن الإلكترون (-) السالب الشحنة مما يؤدي إلى حدوث عملية جذب من البروتون ذا الوزن الكبير مقارنة مع الإلكترون الذي سيصطدم لا محالة مع البروتون لوجود قوى الجذب بين الشحنات المختلفة ولكن سرعة الإلكترون تجعله يدور حول النواة بحيث لا تستطيع جذبه إليها ولكنه لا يستطيع الابتعاد عنها في نفس الوقت وكما هو حادث بدوران الكواكب ضمن المجموعة الشمسية لتلافي حدوث التنافر بين البروتونات الموجودة في النواة كونها تحمل شحنة متشابهة (+) فقد وجد في النواة مادة أخرى وهي النيوترونات وهي متعادلة الشحنة تعمل كملاط أو رابط بين البروتونات لجمعها في النواة بدلا من تنافرها حيث ان الشحنات المتشابهة تتدافع وبهذا فان النيوترونات تمنع الذرة من الزوال . كل عنصر في الكون له عدد معين من البروتونات (+) وهذا العدد الذي يسمى العدد الذري (ATOMIC NUMBER)هو الذي يحدد اسم العنصر وخصائصه كذلك فان العنصر يحتوي على عدد من الإلكترونات ما يساوي لعدد البروتونات حيث تلغي شحنة الواحد الأخرى ويبقى العنصر مستقرا .وحاليا هناك 112 عنصر مكتشفة في الطبيعة
تطور علم الكيمياء
الجميع يعلم حلم الإنسان الذي أدى لتطور علم الكيمياء وهو محاولة تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب وهذا غير ممكن لان أي تفاعل كيميائي لا يستطيع تغيير مركبات الذرة من عدد النيوترونات وبذلك لا يستطيع الإنسان تحقيق حلمه بالحصول على الذهب من معادن رخيصة بإجراء أي تفاعل كيميائي . ما يحدث في التفاعلات النووية(تفاعلات فيزياوية) هو أن نوى الذرة تقترب من بعضها (تغيير في بنية الذرة) نتيجة تأثير طاقة هائلة وكبيرة وهذا يتم بطريقتين . الطريقة الأولى : تنقسم الذرة الواحدة إلى ذرتين والاثنين إلى أربعة وهكذا وتدعى بالانصهار النووي ولهذا السبب تستخدم ذرة كبيرة كاليوارنيوم لها عدد كبيرا من البروتونات في النواة
الطريقة الثانية : دمج ذرة صغيرة مع ذرة أخرى وهكذا وتدعى العملية بالاندماج النووي ولهذا السبب تستخدم ذرة صغيرة كالهيدروجين لها بروتون واحد في النواة من هذا نستطيع ان نتخيل من أين نحصل على الطاقة حسب نظرية انشتاين
عندما ندمج ذرتين أو نفصل ذرة إلى ذرتين فإننا نحصل على طاقة تعادل الكتلة الجديدة مضروبة مربع سرعة الضوء تفاعل مسلسل غير نهائيعملية الاندماج أو الانصهار النووي أساس تشكيل الكون حيث أدى اندماج ذرة الهيدروجين وذرة الهليوم لتنتج عنصر أثقل وهذا التفاعل يعتبر التفاعل الأساسي لتكوين الشمس والحفاظ على طاقتها وتستمر هذه العملية ودائما نحصل على عناصر جديدة لغاية الحصول على عنصر الحديد حيث يكون عدد بروناته 60 حيث تخبو الطاقة ولا يعد بالإمكان إنشاء عناصر جديدة . وعندما تحتوي النجمة على نسبة عالية في مركزها على الحديد فهذا يعني إنها قريبة من الوفاة. ثم يحدث ما يعرف بـ (SUPER NOVA ) حيث ينفجر النجم محدثا تلاطما سريعا للنيوترونات يؤدي إلى اندماج النيوترونات مكونه عناصر جديدة يكون وزنها الذري أكبر من الحديد حيث تتكون عناصر الرصاص والذهب والفضة حيث وجدت هذه العناصر في الأرض كنيازك من بقايا (SUPER NOVA ) النجوم عبر عملية
فوائد الطاقة النووية
الأرض لها موارد محدودة من النفط والفحم وهذه الموارد ستستخدم خلال 63-95 سنة حيث تقدر الكميات المؤكدة من احتياطي النفط بالعالم بحدود (1.4-2.1) ترليون برميل. الفترة أعلاه (63-95) سنة حسبت على أساس الاستهلاك الفعلي للنفط حاليا مع زيادة بحدود 1% - 2% سنويا حيث متوسط الاستهلاك السنوي بحدود 80 مليون برميل نفط . لأغراض المقارنة فان طن واحد من اليورانيوم يعطي طاقة تعادل الطاقة الناتجة من ملايين الأطنان من الفحم أو ملايين البراميل من النفط . الآثار الجانبية لحرق الفحم والنفط يؤدي إلى تلوث البيئة بينما مفاعل نووي مصمم بشكل جيد ويعمل تحت رقابة وإشراف جيدين لا يؤدي إلى إطلاق أي تلوث في الجو
أضرار الطاقة النووية الولايات المتحدة وروسيا يمتلكان فقط 50.000 قنبلة نووية وهيدروجينية لو لا شاء الله تم استخدامها فهي كافية لقتل كل إنسان على الأرض . الانفجار النووي ينتج أشعة قاتلة تستطيع أن تؤدي بالإنسان إلى الوفاة مع الوقت وحتى التأثير على صيانته القامة . وهذا ما حدث عند استخدام قنبلة هيروشيما وقنبلة ناكازاكي في اليابان . وكذلك عندما تعرضت بعض المفاعلات النووية إلى أعطال أدى إلى تسرب الوقود النووي كما حدث في CHERNOYLE عام 1986 حيث تعرض مئات الألوف من الناس إلى الأشعة حيث توفى الكثيرين خلال أيام وإصابة الباقين بالسرطانات المختلفة . المفاعلات النووية تنتج فضلات نووية تبقى مصادر للإشعاع لملايين السنين يجب التخلص منها ولا يمكن وضعها كأية نفايات أخرى بأي موقع بل يجب خزنها بأماكن خاصة حتى لا تؤثر على الناس
استخدامات الطاقة النووية تمكن الإنسان خلال العقود الأخيرة من استقلال الطاقة النووية لخدمة التقدم التقني في عدة مجالات منها : في الطب للعلاج والتشخيص والتعقيم --في الصناعة لانتاج أشباه الموصلات والمعالجات الكيماوية والكشف عن العيوب الصناعية وتقنيات اختبار الجودة وفي عمليات التعدين والبحث عن الخامات الطبيعية . فيالزراعة لاستنباط أنواع جديدة من المحاصيل ذات إنتاجية عالية وانتقاء نوعيات معينة من البذور ومقاومة الآفات والحشرات وزيادة مدة تخزين المنتجات الزراعيةفي إنتاج الطاقة الكهربائية من إنتاج الكهرباء في فرنسا يتم عبر الطاقة النووية77%في اليابان30%في الولايات المتحدة20%وبصورة عامة فان 20% من الطاقة الكهربائية في العالم تنتج حاليا من الطاقة النووية
.الحوادث والكوارث النووية
الجميع يعلم ما حل بمدينة هيروشيما ومدينة ناكازاكي خلال الحرب العالمية الثانية حيث انذهل العالم بحجم الخسائر المترتبة عن استخدام الطاقة الذرية وأيقظ هذا الاستخدام وعيا جديدا وهو :ان سلاح واحد تحمله وسيلة نقل واحدة يمكنه إبادة معظم السكان وأن يدمر البنية الطبيعية لمنطقة أو مدينة بكاملها وزاد في تفا قم الخوف من الإشعاعات وهو القاتل غير المرئي الذي يضرب ضحاياه لا على الفور بل على امتداد الأيام والأشهر والسنين وحتى الأجيال التالية . يمكن توضيح أخطارالسلاح النووي كما يلي :التفجير النووي: لكي نتعرف على قدرة التفجير النووي علينا مقارنتها بقدرة التفجير العامة .يكون التفجير النووي ( بافتراض تساوي الحجم ) أكثر قوة بملايين المرات من التفجير العادي أثناء الانفجار تتحرر كمية كبيرة من الإشعاع القاتل المرئي ( عكس التفجير العادي) .تبقى بعد التفجير النووي إشعاعات غير مرئية قاتلة تستمر لسنوات طويلة الإشعاعات الذرية -:مصادر الإشعاع الذري :الإشعاع الذري الطبيعي ويقصد به الأشعة الكونية الواردة من الفضاء الخارجي والعناصر المشعة الموجودة في القشرة الأرضيةالإشعاع الذري المصنع ويقصد به الإشعاع الناتج من التفجيرات النووية ومفاعلات ومحطات الطاقة والمصادر الطبيعية والمنتجات الاستهلاكية التي تحتوي على مواد مشعة.أنواع الإشعاع :أشعة ألفا وهي غير قادرة على اختراق الجلدأشعة بيتاتستطيع المرور عبر نسيج الجسم البشري لمسافة 1-2 سنتيمترأشعة كامالا يستطيع إيقافها إلا الرصاص السميك أو الخرسانة أو طبقة كثيفة من الماءالنيوتروناتأمثلة للحوادث النووية :شملت الحوادث النووية كافة مجالات استخدام الطاقة النووية بشقيها المدني والعسكري .المفاعلات النووية المدنية :حادث جزيرة الأميال الثلاث في الولايات المتحدة / عام 1979 حيث تلوثت مناطق شاسعة بكميات قليلة من الإشعاع.حادث تشر ونيل في أوكرانيا / عام 1986حيث تلوثت مناطق شاسعة بكميات كبيرة من الإشعاع المنشآت العسكرية :حادثة بلدة كيشينم في جبال الأورال في روسيا الاتحادية عام 1957 نتيجة حدوث تآكل في أحد خزانات النفايات المشعة عالية المستوي أدى الى انفجاره وانتشار مواد متسعة .حادث وندسكيل في بريطانيا عام 1957 (مفاعل نووي) حيث انطلقت كميات من المواد المشعة ونواتج الانشطار .نقل الأسلحة النووية سجلت الهيئات العالمية المعنية بالأمان النووي أربعة عشر حادث من حوادث النقل النووية جوا وبحرا ومن أشهر الحوادث :حادث تصادم طائرتين بأسبانيا عام 1966 بين قاذفة قنابل وطائرة تموين تابعتين للأسطول الأمريكي أثناء عملية تموين بالوقود في الجو مما أدى إلى سقوط القنابل الهيدروجينية الأربع التي كانت تحملها القاذفة وأثناء السقوط لم تنفرج المظلات بقنبلتين الأمر الذي أدى إلى تشغيل الشحنة الاعتيادية لكل منها وانطلاق المادة الانشطارية عند اصطدامها بالأرض (لم يحدث انفجار نووي) وأدى الحادث إلى تلوث المنطقة . حادث سقوط طائرة في كرينلاند عام 1968 لطائرة محملة بأربعة رؤوس هيدروجينية (لم يحدث انفجار) لكن انتشر بلوتونيوم في المنطقة .حوادث الغواصات النوويةغواصة نووية قرب شاطئ برمودا عام 1986 غواصة نووية في النرويج عام 1989غواصة روسية قرب السويد عام 2000حوادث عودة سفن الفضاءحدثت بعض الحوادث النووية أثناء عودة بعض سفن الفضاء للأرض :حادث احتراق السفينة الفضائية SKY UP 19 عام 1964 عند عودتها مما أدى الى انتشار البلوتونيوم في الجو .حادث احتراق السفينة الفضائية COSMOS 954 عام 1978 ونشر كميات من الملوثات المشعة فوق المناطق الشمالية الغربية من كندا .حوادث تطبيقات المصادر المشعةأسهمت التطبيقات الطبيعية والصناعية للمصادر المشعة بالنصيب الأكبر من الحوادث النووية وعلى الرغم من صغر المصادر المستخدمة من هذه التطبيقات الا انها أدت الى العدد الأكبر من الوفيات فضلا عن إحداث تلوثات نووية امتدت لمساحة كبيرة في بعض الأحيان .حادث حواريز بالمكسيك عام 1977حادث المحمدية بالمغرب عام 1984حادث غوانيا بالبرازيلإجراءات الحماية النووية أوصت المنظمات الدولية المعنية بأمور الحماية والأمان النووي بإنشاء لجان وطنية تضع النظم والقواعد التي تحكم جميع الممارسات التي تتضمن إشعاعات مؤينة أو مصادر مشعة وذلك بغية الاستفادة من فوائد الطاقة النووية وجوانبها الإيجابية في شتى المجالات مع خفض المخاطر الناجمة عنها إلى الحد المقبول وعليه يمكن التوصية بما يلي :نشر الوعي بالمخاطر النووية ونشر ثقافة الأمان بين العاملين بالإشعاعات أو المواد المشعة على كافة المستويات .توفير جميع المعدات والتجهيزات الفنية اللازمة للحماية والأمان .توفير الخبرات البشرية الملمة بإجراءات الحماية والأمان .تنفيذ جميع القياسات النووية الهادفة للتأكد من إجراءات الحماية المطلوبة .وضع المعايير والمتطلبات الخاصة بجميع الممارسات التي تتضمن التعرض للإشعاع وتحديد المسئول .وجود وتخطيط فعال في حالة حدوث طوارئ معروفة مسبقا للعاملين وذلك بوضع تصورات لحوادث مختلفة محتملة بناء على الخبرة المتوفرة .وجوب وجود تنظيم إداري فعال داخل المنشأة المستخدمة للمصادر المشعة يحدد بأن تكون الشدة الإشعاعية دائما في المستويات المسموح بها وأن تكون المصادر المشعة مخزنة في أماكن آمنة ومحفوظة داخل دروعها الواقية في حالة عدم الاستعمال .
الوقود النووى شرط استخدام الطاقة النووية
حول برنامج استغلال الطاقة النووية سلميا وما به من مخاطر ومحاذير تحرك موضوع استخدام الطاقة النووية، و تأخر عشرات الأعوام، والصعوبات التى فرضها البعض لتعطيل تنفيذ المشروع، ثم توقف عند قضايا أساسية منها حق مصر فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية وفقا للمادة الرابعة لاتفاقية عدم الانتشار النووي، والبروتوكول الإضافى حول الضمانات التى تنفذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضرورة أن ترفض مصر التوقيع عليه ما لم توقع إسرائيل عليه وتنفذه وأهمية أن تشارك مصر فى إقامة المفاعلات النووية وصناعتها مما يقتضى الاختيار السليم للدول التى نحصل منها على مفاعلات وتساعدنا على ذلك، وضرورة تنظيم القدرات المعرفية التى تتوافر لعلمائنا المعنيين بالأبحاث النووية، ثم حتمية أن تملك مصر فورا تقنية تخصيب اليورانيوم.وأعتقد أن هذه المحاذير التى تم تسجيلها ينبغى أن يدور حوله نقاش بين المعنيين، وأن تفتح الصحف ابوابها لهذا النقاش، وأن يسعى محرروها إلى من يهمهم الأمر للتعرف على آرائهم بشأنها، فالحديث عن الطاقة النووية واستخداماتها هو من أخطر القضايا التى يدور حولها نقاش منذ أن ألقت أمريكا القنبلتين على مدينتى هوريشيما ونجازاكي، ثم ينبغى أن نهتم نحن بهذا النقاش أكثر من غيرنا لأن دولة جارة لنا تملك ترسانة ضخمة من أسلحة نووية وقدرات رفيعة من التكنولوجيا النووية لاستخدام طاقتها سلميا وعسكريا.وأحسب أن أهم المحاذير التى يجب طرحها ، هل يمكن أن تنفق أموالك فى شراء سيارة بينما أنت لا تمتلك قطرة بنزين أو تنتظر قطرات البنزين تأتيك عبر إرادة العدو؟ بالطبع لا.. ولهذا يتعين على مصر أن تبدأ ومنذ اليوم الأول فى امتلاك تقنية تخصيب اليورانيوم.وأسمح لنفسى أن أعلق على هذا الكلام الأخير المقتضب والحاسم آملا أن يكون ذلك فاتحة لنقاش حول كل ما تم طرحه من مخاطر ومحاذير:
هناك مشروعان لاستخدام الطاقة النووية
المشروع المصرى الأصلى ويقضى بتنمية قدرات نووية لحماية الأمن الوطنى والعربي، وهو مفيد فى نفس الوقت اقتصاديا لإنتاج المزيد من الكهرباء خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، وتزايد الطلب على الكهرباء بسبب تزايد السكان فى مصر، كما أن النفط والغاز الطبيعى مادتان ناضبتان فسرعان ما سيختفى الاحتياطى المتوافر منهما فى مصر والعالم، ولأن هذا المشروع بهدف حماية الوطن فى الأساس فتنفيذه يتطلب قرارا سياسيا بفرض إشراف الدولة المباشر على التمويل والتنفيذ سواء كان اقتصادها موجها أو خاضعا لآليات السوق الرأسمالية لأن القضية تتصل بالأمن الوطني.والمشروع الثانى هو ما اقترحه الحزب الوطنى الديمقراطى وحكومته، وهو اقتصادى لتوفير الكهرباء اللازمة فى المستقبل، وهو يتطلب دراسة الجدوى وتحديد مصادر التمويل وطرحه فى مناقصة عامة وغير ذلك من الإجراءات المرتبطة بتنفيذ المشروعات الاقتصادية، وهو لا شك مشروع مفيد وإن اختلف عن الأول لاختلاف توجهاتهما.ويدور نقاش مجتمعى طلبه الرئيس مبارك فى خطابه الختامى فى مؤتمر الحزب الوطنى الديمقراطى حول أهمية هذا المشروع لتعبئة الرأى العام من أجل تنفيذه، وهناك ملاحظات حول ما يجري.أولا: أن المشروع قد تم تأجيله المرة بعد الأخري، منها اثنتان فى عهد الرئيس مبارك استمر تأجيل آخرها لمدة عشرين عاما، والظن، أن مدة التأجيل كانت ستطول لسنوات أخرى لولا سعى إيران إلى امتلاك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم وما أثاره هذا السعى فى أوساط الرأى العام فى مصر والأقطار العربية من شوق إلى امتلاك القدرات النووية مثل غيرنا، ونحن أحوج منهم بسبب الدولة النووية التى توطدت ركائزها بجوار مصر وفى قلب العالم العربي، فأهمية المشروع واضحة كل الوضوح للرأى العام المصري، إنما النقاش ينبغى أن يدور حول أسباب تأجيل المشروع المرة بعد الأخرى حتى لا يتم تأجيله مرة ثالثة، أو تتم المماطلة فى التنفيذ، خاصة أن المطروح مشروع اقتصادى قد تثور عقبات حول جدواه، بالمقارنة بمشروعات اقتصادية أخرى أو حول تمويله وغيرها من إجراءات التنفيذ وهذا احتمال وارد.
ثانيا: إن القضية الرئيسية فى المشروعين السابقين هى امتلاك تكنولوجيا دورة الوقود النووى لإنتاج هذا الوقود، والنقطة الجوهرية فى هذه القضية هى أن المفاعلات النووية التى ستنفق مصر لإنشائها آلاف الملايين من الدولارات لا يمكن تشغيلها إلا باستخدام الوقود النووي، واتجاه الحزب الوطنى الديمقراطى وحكومته فى هذا الشأن البالغ الحيوية هو شراء الوقود النووى من دول أخرى بدلا من محاولة إنتاجه على أرض مصرية وبأيد مصرية، وقد أعلن رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء أن هناك اتفاقا ثنائيا خاصا مع أمريكا للحصول على خدمات الإثراء التخصيب لمحطات نووية تصل قدرتها 4000 ميجاوات وطبعا يمكن شراء هذا الوقود من دول أخري.
وقد يكون مقبولا بالنسبة لدول حليفة مخلصة لأمريكا أو غيرها أن تشترى منها الوقود النووى وهى مطمئنة، ومع ذلك فإن إسرائيل أخلص حليف لأمريكا لم تفعل ذلك، إذ سيكون عيبا خطيرا أن تترك مثل هذه الخطوة الحاسمة لتشغيل المفاعلات فى يد دولة أجنية سواء كان المشروع اقتصاديا أو لخدمة الأمن الوطني، فالأمر يتصل بحق من حقوق السيادة الوطنية التى لا ينبغى التنازل عنه، ثم هو حق أقرته الاتفاقيات الدولية، وفى مقدمتها اتفاقية منع الانتشار النووى التى صدقت عليها مصر عام 1981، وفى هذا الصدد تنبغى الإشارة إلى حقيقة مهمة، وهى أن أمريكا لا تعترض على حق إيران فى إثراء اليورانيوم لامتلاك الوقود النووي، إنما تحتج على إخفاء إيران نشاطا نوويا فى الماضى عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مما يثير الشكوك حولها إذا قامت بإثراء اليورانيوم بنسبة منخفضة بين 3% أو 4% للاستخدام السلمى للطاقة النووية ثم تعمل خفية لرفع الإثراء كى يصل إلى 90% مما يتيح لها إنتاج السلاح النووي، وهذا أمر ليس صعبا مادامت تملك تكنولوجيا دورة الوقود النووي.
ثالثا :واستخدام القدرات النووية ورقة ضغط لحماية الأمن المصرى ولجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووى لا يعنى السعى إلى امتلاك السلاح النووي، فالظن أن هذه خطوة مضى زمانها بسبب تأجيل حكومة مصر المتلاحق لاستخدام الطاقة النووية ثم بسبب سياسات الدول العربية فى هذا الشأن وخاصة سياسة نظام البعث العراقي، فالقصد الآن أن تكون مصر، وغيرها من الأقطار العربية قادرة على إنتاج الوقود النووى بحيث يصبح خوف الأطراف الأخرى من رفع نسبة التخصيب لإنتاج السلاح ما يشكل عامل ضغط، مع عوامل أخري، ينبغى تنميتها، كى تتخلى إسرائيل آخر المطاف عن سياستها النووية العدوانية.وتدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن مصر وغيرها من البلدان التى لا تملك سلاحا نوويا لها حق امتلاك القدرة على تخصيب اليورانيوم وبعضها عازم على امتلاكها، ولهذا تعد الآن مشروعا لإنشاء بنك دولى للوقود النووى يبيعه للبلدان التى تريد الاستخدام السلمى للطاقة النووية، وبهذه الخطوة تتعامل أمريكا مع الدول الأخرى بمعيارين، فيتم الآن التمييز بين الدول المالكة للسلاح النووى وفى مقدمتها إسرائيل، ودول العالم الأخرى التى لا تملك هذا السلاح وفى مقدمتها البلدان العربية، ليضاف تمييز آخر بين الدول المالكة لتكنولوجيا دورة الوقود النووى وعددها أكثر من أربعين دولة ودول أخرى لا تملك هذه التكنولوجيا، وبهذا لا تحرم مصر فقط من امتلاك السلاح النووى بل وكذلك من حقها المشروع فى امتلاك القدرة على إنتاج الوقود النووي.رابعا: أن امتلاك مصر لتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم من أجل إنتاج الوقود النووى خطوة أساسية لضمان سلامة أى مشروع اقتصادى للاستخدام السلمى للطاقة النووية، وهناك دول عديدة يمكن أن تسهم علميا وعمليا فى إقامة مفاعلات نووية دون الاعتراض على ممارستنا لهذا الحق، ثم إنه لا يمكن أن نتنازل عن هذا الحق المشروع لإرضاء رغبات دول أخرى خبرنا سياستها الداعمة بثبات لصالح إسرائيل وأمنها على حساب المصالح المصرية والعربية، هذه قضية سياسية بقدر ما هى اقتصادية.
فلنمارس حقنا المشروع فى إنتاج الوقود النووى على أرضنا المصرية حماية لمصالحنا سواء رضيت عن ذلك أو لم ترض إسرائيل وحماتها.
الخاتمة مبارك رئيسا للمجلس الأعلي للطاقة النووية المصرية
وأخيرا أعلنت الحكومة المصرية خلال اجتماعها أمس الاربعاء عن أن الرئيس حسني مبارك سيتولي رئاسة المجلس الأعلي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية‏,‏ الذي سيعاد تشكيله وفق مشروع قرار رئاسي حظي بموافقة المجلس‏.‏ ويضم في عضويته كلا من‏:‏ رئيس مجلس الوزراء‏,‏ ووزراء‏‏ الدفاع‏,‏ والمالية‏,‏ والكهرباء‏,‏ والتعاون الدولي‏,‏ والتنمية الاقتصادية‏,‏ والخارجية‏,‏ والبيئة‏,‏ والتجارة والصناعة‏,‏ والتعليم العالي والدولة للبحث العلمي‏,‏ ورئيس المخابرات العامة‏.‏
وأعلن الدكتور مجدي راضي‏,‏ المتحدث باسم مجلس الوزراء‏, أن القرار يقضي بأن يختص المجلس بوضع البرامج الدائمة التي تحقق أهداف الدولة في تنمية تطبيقات الطاقة النووية في الأغراض السلمية‏,‏ ودراسة الاتفاقيات المتعلقة بهذا النشاط‏,‏ وبرامج تأمين المنشآت النووية‏.
‏وأشار راضي الى أن الحكومة بدأت في تنفيذ تكليفات الرئيس المرتبطة بقرار بدء تنفيذ برنامج توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية‏,‏ وتشمل أربعة محاور هي‏: ا‏عداد خطة تنفيذية لهذا القطاع في إطار استراتيجية متكاملة لقطاع الطاقة في مصر‏, وإعادة هيكلة قطاع الطاقة‏,‏ بما يتناسب مع الاستراتيجية الجديدة‏, والبدء في إعداد الكوادر المطلوبة في هذا المجال‏,‏ مع تطوير الكوادر المتميزة الموجودة حاليا, فضلاً عن البدء تناول الجوانب التشريعية التي تتضمن إعداد مشروع قانون يوضح العلاقة بين الجهات العاملة في مجال الطاقة ومسئولية وصلاحية كل منها‏.‏
ومن جهة اخرى أعلن الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة أنه تم إعداد أول مسودة لمشروع القانون النووي الموحد الجديد الذي يتضمن قواعد ونظم التعامل في كل ما يتعلق بإنشاء وتشغيل المحطات النووية الجديدة لتوليد الطاقة‏, مضيفاً أنه سيتم أيضا إنشاء هيئة مستقلة متخصصة للرقابة النووية للتأكد من تطبيق كل إجراءات واشتراطات السلامة والأمان النووي‏.‏
ونقلت جريدة الأهرام الحكومية عن يونس قوله:" إن تلك المحطات لها جدوي اقتصادية عالية‏,‏ وسيتم سداد تكلفة تمويلها من العائد المحقق‏,‏ حيث أكدت الدراسات أن توليد الطاقة الكهربائية من خلال المحطات النووية أقل تكلفة من توليدها باستخدام البترول أو الغاز‏,‏ خاصة إذا كان سعر البرميل في حدود‏60‏ دولارا‏,‏ في حين أنه يتجاوز حاليا‏93 ‏ دولارا للبرميل‏, ومتوسط تكلفة إنشاء المحطة النووية بطاقة ألف ميجاوات يتراوح ما بين‏1,5‏ وملياري دولار‏,‏ وسيتم الاستعانة بمؤسسات وجهات تمويل دولية‏,‏ في ضوء الجدوي الاقتصادية للمشروع"‏.‏

التوصيات
1- دراسة امتلاك مصر لتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم من أجل إنتاج الوقود النووى كخطوة أساسية لضمان إستمرار المشروعات التى سوف تقام عليه
2- ضرورة التأكيد الدائم والعلنى والمستمر على شفافية إستخدام الطاقة النووية لتفويت الفرصة على الاخرين لمهاجمة مصر من خلاله .
3- إستعادة الكوادر العلمية المصرية فى مجال الطاقة النووية(الطيور المهاجرة) للغستفادة بهم محليا .
4- التوسع فى الدراسات المعنية بالطاقة النووية وتنويع إستخداماتها وتطوير اسليب الاستفادة بها .
5- تنويع مصادر الخبرة شرقا وغربا وتفويت الفرصة على إحتكار الخبرة على جهة معينة مهما كانت .
6- الابتعاد بالمشروع عن المزايدات السياسية من خلال توعية وسائل الاعلام بدورها الوطنى حول عدم إثارة المشكلات حول المشروع .
7- إستخدام كافة وسائل الامان الممكنة لتلافى وقوع اى حوادث وتجنب الخسائر فى الارواح او الاموال .
8- الاستفادة من تجارب من سبقونا لاستخدام الطاقة النووية مهما كانت جنسيتهم .
المصادر والمراجع
1- ( العد التنازلي للأزمة ) للكاتب كينيث تيمرمان، المختص بالشؤون الدفاعية والأمنية، وصاحب الدراسات العديدة عن قضية أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط،
2- المركز الاستراتيجى للاهرام .
3- مستقبل الطاقة النووية .. نظرة الى المستقبل د. مصطفى يحيى مهران
4- قدرة مصر النووية.. أسباب الإخفاق وتحديات المستقبل د. مكرم محمد أحمد
كتب - فهمى نديم

عز يحاول تجميل صورته امام الرأى العام - لن يستطيع لهذه الاسباب

حكاية صناعة الحديد فى مصر
صناعة حديد التسليح تنقسم الى مرحلتين .....1 - المرحلة الاولى :وهي تحويل المادة الخام الى حديد صافي وغير مشكل باستخدام افران الحديد الصخمة وبينتج عنها خام البيلت الغير مشكل .2- المرحلة التانية :وهي تشكيل خامة الحديد البليت الى منتجات نهائية وينتج عنها حديد التسليح بصوره المختلفة .أنواع مصانع الحديد :1- مصنع متكامل : وهي المصاتع التي تشمل مرحلتي انتاج الحديد فهي تعتمد على المادة الخام للحديد في ابسط صورها لمدخل للانتاج .ويوجد بها أفران ضخمة لصهر وتنقية الحديد تحول المادة الخام الاوليه لخام البليت الذي يتم تشكيله بعد ذلك لحديد التسليح بمختلف صوره.2- مصنع نص متكامل "تشكيل الحديد البليت فقط ": وهي التي لاتحتوي على افران لصهر المادة الخام للحديد انما تقوم فقط بتشكيل الحديد المجهز لحديد تسليح وتعتمد على خام البليت المجهز في المصانع المتكاملة او شراء الحديد الخردة واعادة تشكيله ولذلك فهي مصانع صغيرة
تاريخ صناعة حديد التسليح في مصر
بدأت صناعة حديد التسليح في مصر في بداية الخمسينات من القرن الماصي وكانت عبارة عن مصانع نص متكاملة لتشكيل الحديد وكانت تعتمد على حديد الخرده الناتج عن الحرب العالمية التانية ولكن عندما نفذت معظم الخرده الموجوده وارتفع سعر استيرادها اضطرت الدوله لبناء مصنع متكامل لتصنيع الحديد وهوا مصنع حلوان للحديد والصلب واعتمد على مادة خام مستخرجة من اسوان وفي الثمانينات تم انشاء تاني مصنع متكامل في مصر لانتاج الحديد وهوا مصنع حديد الدخيلة ومع تشجيع الدولة للاستثمار ودعمها للمصانع بغاز وكهرباء رخيص جدااااا ورخص العمالة المصرية تم انشاء مصانع خاصة كثيرة "حوالي 20 مصنع "وكلها مصانع نصف متكامله تعتمد على تشكيل خام البليت المنتج من المصانع المتكاملة او اعادة تصنيع الخرده المستورده وكان أشهر هذه المصانع هو مصنع "عز لحديد التسليح ".
احتكار الحديد في مصر
بدأت قصة احتكار الحديد في مصر في اواخر التسعينات بتقرب المهندس أحمد عز الشديد من نجل الرئيس ومشاركته في انشاء جمعية جيل المستقبل ..... ساعده ذلك في شراء شركة نسبة 22 % من أسهم شركة الدخيله عن طريق قروض من البنوك "يقال انها لم تسدد حتى الان" بضمان الشركة بعدها تولى المهندس أحمد عز رئاسة مجلس ادارة شركة الدخيلة واتخذ قرارات بتخفيض انتاج الشركة من الحديد المشكل النهائي مما ادى الى تراكم خام البليت النص مصنع في شركة الدخيلة وطبعا اشترى المهندس عز كل الخام الفائض لشركته "حديد عز "ومنع بيعه لأي من الشركات المنافسة له مما ادى الى خسائر جسيمة في شركة الدخيلة و انخفاض سعر اسمهما فانتهز الفرصة واشترى جزء اكبر من اسهم الشركة حتى وصلت نسبته لحوالي 67% من اسهم الشركة وبعد ذلك قام بضم الشركتين باسم شركة عز الدخيلة للحديد والصلب وبهذا تم منع جميع شركات تصنيع الحديد في مصر من الاستفادة من الخام النصف مصنع الذى تنتجه شركة الدخيلة وتم احتكار هذا الخام فقط لصالح شركة عز واضطرت الشركات الاخرى في الاعتماد على اعادة تصنيع الحديد الخرده كمصدر لخام الحديد
وهنا تأتي المشكلة :الفرق في السعر بين خام الحديد الذي يستخدمه مصانع عز وبين الخرده التي تستخدمها باقي المصانع كبير جدا فخام الحديد ارخص بمئات الدولارات !! لذلك فانتاج طن الحديد في مصانع عز لايتكلف اكتر من حوالي 3000 جنيه اما انتاج طن الحديد في باقي المصانع يتكلف اكتر من 4500 جنيه وذلك بسبب احتكار شركة عز لشركة الدخيلة المصنعة الوحيدة لخام الحديد في مصر حيث وصلت نسبة ارباح شركة عز 200% السنة الماضية وطبعا شركة عز هي التي تحدد سعر الحديد وجميع الشركات تتبعها وتسبب فى وصول سعر طن الحديد الى 8000 جنيه ومازال قابلا للزيادة .
وهنا نقطة الخلاف .....كيف تسمح الدولة باحتكار شركة واحدة لتصنيع منتج استراتيجي مثل الحديد ؟؟؟
الاجابة واضحة في لجنة سياسات الحزب الوطنى (الديمقراطى) !!! ودعم عز الحملة الانتخابية للرئيس بملايين الجنيهات ، أو هل يستطيع أحدنا (أى من كان) أن يطلع على الاعفاءات الضريبية التى تتمتع بها شركات عز (بند المصروفات والمنح والتبرعات) والتى سوف نجد فيها إجابات محددة عن كل التساؤلات (مع ملاحظة شفافية هذه المعلومات وإمكانية الحصول عليها التى يقرها القانون)ولكن من يستطيع ؟؟
قانون منع الاحتكار قوانين منع الاحتكار تكون موجوده في الدول الراسمالية فقط لان الدول الشيوعية الافراد لايملكون فيها شيء ليحتكروه اساسا !!!ومصر اتجهت للرأسمالية منذ السبيعنيات ومؤخرا جدا (جدا جدا وبعد فوات الاوان) بدأ التفكير في تفعيل قوانين الاحتكار !!!وطبعا تم تطبيق هذه القوانين على شركات الاسمنت لا الحديد ... وبالطبع السبب واضح ......
وأخيرا وفى 24/5/2008 أعلن النائب العام فتح التحقيق فى البلاغ المقدم من مصطفى بكرى الصحفى والنائب فى البرلمان عن الممارسات الاحتكارية لشركات عز وأحال البلاغ للمكتب الفنى لإجراء التحقيقات اللازمة وتم سؤال بكرى فى مضمون البلاغ والذى قدم الدلائل على إنتهاك عز لقوانين حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية وتم إرسال صورة للمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة بإعتباره المختص بإصدار طلب للنيابة العامة لإتخاذ باقى إجراءات التحقيق (لاحظ : أن المادة21من القانون الذى تم تعديله تقول أنه لا يجوز رفع الدعوي الجنائية أو اتخاذ أي إجراءات لمواجهة السلوك الاحتكاري إلا بطلب كتابي من الوزير المختص) ... والذى لم يقم بأى إجراء حتى الآن ... ولن يحدث بالطبع . ................................................... ولا أراكم الله مكروها فى منتجا إستراتجيا لديكم ...
فهمى نديم